الشاعر المغربي بنميلود: لهذا اخترت فيسبوك مساحة للنشر بدل الكتاب
الرباط، المغرب (CNN) -- قديمًا، كان تميّز الكتاب يُقاس بمدى مبيعات أعمالهم. الآن يبدو أن الأمور قد تغيّرت، فقد حلّت محل المبيعات، نقرات الإعجاب والمشاركة والتعليقات على فيسبوك، خاصة في بلدان لا يقرأ فيها المواطن إلا صفحات معدودة في العام، وفي وسط عالمي يشهد تراجعًا واضحًا في معدلات اقتناء الكتب.
مبدعون كُثر لم يتعرّف عليهم المتلقي إلّا عبر أمواج العالم الافتراضي الأزرق، منهم الشاعر المغربي محمد بنميلود. منشوراته على فيسبوك تحقق معدلات متابعة محترمة، وكتاباته 'الإلكترونية' جلبت له أسئلة صحافيي الكثير من المنابر. يقول عن فيسبوك إنه وسيط بديل وجديد، ثوري في الأدب والسياسية والمجتمع، ومزعزع للثوابت.
الكاتب يبحث عن قراء حتى وإن كان يكتب لنفسه، ومع تراجع وسائل النشر المعروفة، صار الوسيط الإلكتروني هو البديل، يقول بنمليود لـCNN بالعربية، مضيفًا:" الفيسبوك ليس مجرّد حامل، بل هو فاعل، ومُوجه، ومؤثر بعمق في شكل ومضمون إنتاج نص أدبي حديث يستفيد من خاصية التفاعل المباشر المتاحة اليوم."
ويتابع بنميلود:"خاصية التفاعل تحفزني كثيرًا على الكتابة وليس فقط على النشر، أشعر إزاءها بحيوية النص وحياته وإمكانية اختباره مباشرة داخل مختبر القراءة المباشرة. أن يقرأ أكثر من ألف شخص ما أنشره في غضون ساعات قليلة، هذا لن تمنحه لي أمسية شعرية، ولا طبع كتاب عبر دار نشر بورجوازية متهافتة وانتقائية تهمها الأرباح بالدرجة الأولى."
ويدافع بنميلود عن النشر في فيسبوك: "الأدب المنشور على فيسبوك يبقى ظاهرة صحية للغاية. لا يمكننا اعتبارها سلبية في نظري إلا إذا كنا ضد الاختلاف والحرية والتعدد والتواصل والاطلاع والمحاولة والتعلم. بل هو فرصة كبيرة لمعرفة ما كانت تخفيه حقيقتنا، وما كانت تخفيه أوهامنا."
ويزيد بنميلود: "أتفهم الحنين إلى ما يُنشر في الكتب والمكتبات، لكنه حنين زائف، فالمكتبات مليئة بالإصدارات الرديئة، والقصائد العصماء السخيفة، والروايات الرتيبة. فقط في مكتبة ننتقي الكتاب الذي يوافق وعينا ومزاجنا ومستوانا الدراسي معتقدين لوحدنا أنه كتاب جيد، بينما في فيسبوك يتدفق أمامك كل شيء دفعة واحدة بشكل مهول وغير قابل للسيطرة، دون مقدمات خادعة، ودون إيحاءات نفسية مُضلّلة."