افراح ملاعلي تكتب لـCNN عن لعنة آخر ملوك القوط

نشر
3 دقائق قراءة
تقرير أفراح ملاعلي
صورة من مهرجان WGW الذي يجلب الآلاف من القوط من المملكة المتحدة وحول العالم في عطلة نهاية أسبوع من الموسيقى والرقص والتسوقCredit: OLI SCARFF/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم الدكتورة افراح ملاعلي، وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.

محتوى إعلاني

متخصصو التاريخ الايبيري يعرفون تماما ان آخر ملوك القوط كان دون رودريغو أو كما يسميه البعض لذريق. ملك انتهى به الحكم القوطي في معركة غواداليتي la batalla de Guadalete ، والتي تحمل أكثر من اسم مثل معركة وادي لكة، معركة شذونة، أو معركة سهل البرباط.

محتوى إعلاني

 معركة وقعت بين قوات الدولة الاموية بقيادة البطل طارق بن زياد في سنة 711 ميلاديا في شهر يوليو ويؤكد المؤرخون أنها صادفت تحديدا شهر 28 من رمضان المبارك. ينتصر بها الامويين انتصارا ساحقا ومن هنا يبدأ سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الايبيرية تحت يد الامويين. لكن ماهي لعنة آخر ملوك القوط! لماذا يسقط لذريق  ينتهي الحكم القوطي في شبه الجزيرة الايبيرية؟

تروي لنا الحكاية عن كهف نُقب من قبل البطل الاغريقي والاسطوري هيركوليس، أو هرقل. وأن ملوك القوط الغربيين بنوا على هذا الكهف قصرا وشيدوا أبوابا وأغلقوها كي لا يدخل هذا المكان أحد. كل ملك قوطي كان عليه ان يضيف قفلا جديدا لهذا الباب بمفتاح، وصولا الى الملك لذريق، الذي لم يعر أي اهتمام لهذه العادة أو الحكاية وقام بفتح قفل باب، فرأى طاولة وصندوق خشبي، معتقدا أن الطاولة هي طاولة الملك سليمان عليه السلام والصندوق يحمل جواهر وكنوز ثمينة.

عندما يفتح الملك لذريق الصندوق يرى رق مرسوم بداخله رجال سمر البشرة مرتدين عمائم، ومدون فيه "عندما تفتح يد الخائن باب القصر ويكشف السر، جنود كمثل هؤلاء يدخلون اسبانيا و يحكمونها"! يدخل جيش طارق بن زياد عن طريق جبل طارق بعد شهور، ولكن هناك من يقول أن الجيش دخل بمجرد قراءة ما هو مدون بالرق في لحضتها.

الكثير منا قد لا يصدق هذه الحكاية ويعدها مجرد أسطورة، ولكن النفس البشرية على مر التاريخ العالمي أحبت القصص والروايات واستمتعت بها، فهي الموازنة الواضحة لنقل خبرة، معلومة، ثقافة، نصيحة، بل حتى انعكاسة صريحة للتخفيف النفسي بسبب خسارة إسبانيا. فمن منا لا تؤلمه خسارة اسبانيا!

يقول الشاعر: لِمَنِ الدّيّارُ تَسَـرْبَلَـتْ بِـبِـلاها ،نسِيَتْكَ ربّتُها، وما تَنْسَاهَا

دمتم بأساطير اسبانية...

نشر
محتوى إعلاني