الممثل المصري طارق لطفي: السيسي صنع المستحيل من حلم قناة السويس الجديدة

للاطلاع على الجزء الأول من الحوار الذي تحدث فيه طارق لطفي عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بمسلسل "بعد البداية" ولماذا يرى أنهم ينتهجون طريقة "الحشاشين" (اضغط هنا)

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الجزء الثاني من حواره مع CNN بالعربية، يتحدث الممثل المصري طارق لطفي عن الجانب السياسي لمسلسل "بعد البداية"، ورؤيته لأداء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومشروع قناة السويس الجديدة، المقرر افتتاحها الخميس.

 

جاء ضمن أحداث المسلسل مواقف تشير إلى استغلال البعض لمهنة الصحافة لتوجيه الرأي العام.. إلى أي مدى تصل درجة إيمانك بوجود «مافيا صحفية» تتحكم في توجهات الرأي العام المصري؟

لا يوجد "مافيا صحفية" في مصر على الإطلاق، بدليل عدم وجود توجه واحد في الصحف، وستجد أن كل جريدة لها توجها منفصلا وعناوينها الخاصة على صدر صفحتها الأولى، ولا يوجد صحيفة تكتب ما تكتبه الأخرى.

 

لكن سبق وتشابهت بعض عناوين أكثر من صحيفة في كثير من الأحيان لعل أقربها عنوان "القائد على الجبهة" الذي تصدر الصفحة الأولى لعدد كبير جدا من الصحف دون تغيير أو تعديل؟

هذا ليس توجيها للرأي العام، هذا حدث هام جدا بالفعل لا يجوز أن تتجاهله أي صحيفة، تماما مثل حدث افتتاح قناة السويس، هل تعتقد أن هناك جريدة يمكن أن تتجاهل حدث جلل مثل افتتاح قناة السويس أو تتعامل معه كتوجيه للرأي العام؟

 

بالطبع لا لكنني أتحدث عن تشابه العناوين حرفيا وبشكل واضح وهذا العنوان نموذجا ليس أكثر؟

لأن هذا حدث جلل كما ذكرت لك، ولا يمكن أن نقارنه بأي عنوانا آخر تحت أي ظرف، ولابد من الاهتمام به، خاصة أن ارتداء السيسي للبدلة العسكرية مرة أخرى يعد رسالة هامة جدا.

 

ما مضمون تلك الرسالة من وجهة نظرك؟

هذا إعلان حرب، لأن ارتداء القائد العام ورئيس الجمهورية للبدلة العسكرية مرة أخرى يعد رسالة للإرهابيين وللخونة وللدول التي تدعم الإرهاب، نقول من خلالها إننا سنحارب الإرهاب بداية من القائد العام ورئيس الدولة حتى أصغر مواطن.

 

وكيف ترى أنت شخصيا عودة الرئيس السيسي لارتداء البدلة العسكرية؟

أراه إحساسا شديدا جدا بالوطنية، وسمة من سمات السيسي الشخصية لأنه رجل مقاتل في الأساس، وبالطبع موقف إيجابي جدا رفع من الروح المعنوية لنا جميعا، ورسالة لكل من يقف ضد مصر كما ذكرت.

 

ما رأيك في انتقاد الرئيس السيسي لبعض المسلسلات التي عرضت في "رمضان" وتقوم فكرتها على الدعارة والمخدرات وبها كثير من الألفاظ الخارجة؟

أؤيده بشدة، لأنني أرى بالفعل أن الجرعة أصبحت أكبر من المطلوب، لكن وفي الوقت نفسه لست ضد مناقشة مشكلة المخدرات في الدراما، بل على العكس، أرى أن جزء من مهمتنا ووظيفتنا كفنانين مناقشة سلبيات المجتمع، لكنني أرى أنها تحتاج لمعالجة من نوع خاص، لأن هناك جرعة زائدة في الألفاظ وفي الحركات والإيحاءات، وليس هذا ما أتمنى دخوله بيتي دون استئذان، بل أتمنى أن أفتح التليفزيون لأجد ما قد يفيد أبنائي.

 

لكن البعض يرى أن إبراز مشاكل المجتمع في الأعمال الدرامية سواء المخدرات أو الدعارة قد تكون دافعا للجهات المعنية لمعالجة هذه السلبيات؟

المطلوب نقل الواقع بشكل فني وليس بشكل سلبي، أي قد يكون هناك ضرورة مثلا لاستخدام لفظ ما داخل السياق، ويجب أن نراعي مشاعر الجمهور، وألا نخدش حياؤه ويجب الارتقاء بالمشاهد لأن ما يحدث في الشارع لا يمكن وصفه سوى بالمهزلة، ومن الصعب نقلها كما هي، بل يجب أن أحسنها وأجملها للارتقاء بالمشاهد بدلا من ترسيخ فكرة اعتياده على سماع تلك الألفاظ.

وهناك نقطة أريد التأكيد عليها هنا، أن الانفلات في الألفاظ داخل الأعمال الدرامية بدأ أيام حكم الإخوان، وكنا نفعل ذلك بشكل لا شعوري، لأننا اعتبرنا ذلك أحد أنواع التحدي حتى لو بالإسقاط غير المباشر، لأننا تعاملنا معها باعتبارها رسالة نؤكد من خلالها أننا سنكسر كل المحاذير التي تحاولون فرضها على الفن، والمثير أنها كانت حالة عامة دون تنسيق أو ترتيب، أما الآن أرى أنه من الضروري النظر إلى القضية بشكل أكثر إيجابية للحد من الألفاظ في الأعمال.

 

إذن أنت تؤيد انتقادات الرئيس السيسي لكن في الوقت نفسه تطالب بمعالجة ما تحتويه المسلسلات من ألفاظ بشكل يتناسب وطبيعة المجتمع؟

بالطبع، لكن في المقابل، أطالب السيسي بدعم الفن، ولا أقصد هنا دعما ماديا، بل دعما نستطيع من خلاله التأثير بشكل إيجابي في المجتمع، خاصة أن الفن أهمل لصالح كرة القدم طوال 30 عاما، لم تتضمن تلك السنوات أي اهتمام بقيمة الفن على الإطلاق، كما أطالبه بإصدار قانون يحمي حقوق الملكية الفكرية، وإصدار قانون حق الأداء العلني للفنانين، كما أطالبه بتسهيل إجراءات التصوير في أي مكان دون اشتراط دفع مقابل مادي كبير وهو ما سيساعد صناع الدراما على الإنتاج، كما أن التصاريح الأمنية تمنعنا كثيرا من دخول عدد كبير من الأماكن، وكأننا سندمر هذه الأماكن، ومن الضروري تقديم تسهيلات لأن الدولة على سبيل المثال قد تدفع 100 مليون جنيه مصري لتدشين حملة للترويج للسياحة وقد لا تأتي بالتأثير المناسب، في حين أن مسلسلا يتكلف 30 مليون جنيه مصري قد يكون تأثيره المادي أضعاف أضعاف تكلفته.

 

بمناسبة ذكر السيسي ما تقييمك لأدائه بعد انتهاء عامه الأول في السلطة؟

أولا، أراه أكثر من رائع وأكثر من حالم وأكثر من صادق، وقادر على تحقيق أحلامه، ويعمل بجِد ورجل لديه مهمة شديدة الصعوبة، وكل تحركاته في منتهى الذكاء والحنكة، ثانيا، أوجه رساله إلى من انتقد عدم وجود برنامج انتخابي واقتصادي للسيسي عندما رشح نفسه، وأقول له إن اهتمامه بتطوير الطرق ما هو إلا اقتصاد، أنا شخصيا أسكن في طريق مصر الإسماعيلية وكنت أستغرق ما يقرب من الساعتين للذهاب إلى منزلي أو الخروج منه، فوجئت بإنشاء طريق قصير تكلف حوالي 50 ميلون جنيه حسب ما قرأت وفر للدولة 85 مليون جنيه سنويا متمثلة في استهلاك وقت ووقود وسيارة وانخفاض نسبة التلوث، أقول لهم أيضا إن قناة السويس الجديدة مشروع اقتصادي بحت، لقد صنع الرجل المستحيل وانتهى من المشروع في عام بالفعل، بعد أن كان مجرد حلم منذ 30 عاما، وبشكل عام أعتقد أن ما نراه يتحقق في مصر الآن كان من الصعب تحقيقه خلال 10 سنوات، ولا أعتقد أن هناك رئيسَا تولى حكم مصر أو سيتولى مستقبلا حكم مصر سيحارب داخليا وخارجيا كما يحدث مع السيسي، وأعتبر أن مواجهة مصر لقوى دولية "سافلة وقذرة ومرعبة" يعني أنك "راجل ملو هدومك" نجحت في أن تعيد مصر لمكانتها.

 

لكن البعض يقول إن ما يتعرض له الرئيس السيسي الآن يشبه كثيرا ما تعرض له الرئيس عبدالناصر في الخمسينيات؟

نحن الآن في موقف أصعب وأقوى مما تعرض له عبدالناصر، لأن أكبر محنة واجهته تمثلت في العدوان الثلاثي، لكن ما يحدث الآن أكبر لأنه عدوان عالمي متمثل في أمريكا وأوروبا وإسرائيل خارجيا، والإخوان داخليا، وهذا لم يحدث من قبل في تاريخ مصر.