الممثل المصري أحمد عز لـCNN عن "قضية زينة": "ويمكرون ويمكر الله".. ونجاح "ولاد رزق" أكبر رد على المتربصين
للاطلاع على الجزء الثاني من الحوار الذي يتحدث فيه أحمد عز عن مشاركة أصالة في "ولاد رزق"، والنادي الأهلي، والزوجة التي يتمناها (اضغط هنا)
القاهرة، مصر (CNN) ــ أحمد عز، نجح بفيلمه الجديد "ولاد رزق" في تحقيق إيرادات تجاوزت 18 مليون جنيه مصري، وأشاد عدد كبير من النقاد بالفيلم ووصفوه بأنه يمثل عودة قوية لـ "عز" بعد فترة غياب عن السينما.
CNN بالعربية كان لها لقاء مع "عز" بعد اطمئنانه على إيرادات الفيلم، واستعداده لعمل سينمائي جديد بدأ التحضير له من الآن ليخوض به منافسات موسم إجازة نصف العام خلال شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
هل تعتبر "ولاد رزق" بداية عهد سينمائي جديد بعد نجاحه على المستوى الفني والجماهيري؟
أعتبر أن فكرة العهد السينمائي الجديد مع أي عمل رزق من الله، خاصة أن هذا ليس قرارا، بل مجموعة من العوامل يتوجب توافرها لتمنحك في النهاية النتيجة المرجوة، منها الانطباع السائد في الشارع وقت طرح العمل، نوع الأفلام المطروحة والمقارنة بينها، وأخيرا الحالة النفسية للجمهور، وما أستطيع قوله في هذا الصدد أنني أعد الجمهور بالبحث دائما عن أفكار ومواضيع جديدة، وتجسيد شخصيات مختلفة، والعمل مع مخرجين متميزين دائما، والتعاون مع فريق عمل كبير، وبالطبع أتمنى أن يكون كل فيلم جديد أقدمه بداية عهد جديد.
اشتهرت في معظم أفلامك بوجود بصمة كوميدية ساخرة ونجد هذا واضحا في فيلمك الجديد من خلال "إفيهات" أطلقتها خلال الأحداث، هل أنت من تفضل هذه الطريقة أم أن سيناريو "ولاد رزق" كان مكتوبا لك؟
المصريون بطبعهم محبون للكوميديا بشكل عام، وحياتهم وحواراتهم اليومية لا تخلو منها، لأننا كشعب نحب "الهزار"، وقد يصل الأمر إلى أننا "نهزر على نفسنا"، وهذه طبيعة كل فئات الشعب المصري، أضف إلى ذلك أن المؤلف صلاح الجهيني كتب السيناريو بشكل جيد جدا، وحدد ملامح الشخصية بكل تفاصيلها، كما أن مناقشاتي المثمرة مع المخرج طارق العريان حول تفاصيل الشخصية، وتعاون أهل مناطق "الأباجية" و"عين الصيرة" و"الحطابة" والتسهيلات التي قدموها، بالإضافة إلى الاجتهادات التي ظهرت أثناء التصوير، كل هذه العوامل ساعدت على خروج الشخصية بهذا الشكل.
هل تقصد أن الفيلم لم يكن مكتوبا خصيصا لك؟
"ولاد رزق" لم يكتب لي خصيصا، بل عرضه عليّ طارق العريان، وبالمناسبة لا يوجد فيلم كتب لي خصيصا من قبل، لأنني أؤمن أن العمل الفني عمل جماعي في الأساس وليس عملا فرديا، ولا يوجد ممثل يستطيع النجاح بمفرده، سواء كان العمل في التليفزيون أو المسرح أو السينما، وإلا كنت اخترت الظهور في أي عمل وحدي من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة، وأعتقد أن الممثل غير الذكي فقط هو من يفكر بهذه الطريقة، لكن النقطة الأهم من وجهة نظري هي تواجد الفنان وسط فريق عمل متميز من النجوم كما حدث في فيلم "ولاد رزق"، وهذا ليس بجديد عليّ، فكل أفلامي منذ بداياتي بها الكثير من النجوم، ولو أعدت مشاهدة جميع أفلامي ستجد ذلك واضحا.
إذا تطرقنا لبعض التفاصيل الفنية الخاصة بـ"ولاد رزق" ألم تشعر بالقلق من جمع الفيلم لـ"الفلاش باك" و"البلوت تويست" معا؟
هذه طريقة سرد في الفيلم، لأن العمل عبارة عن "حدوتة"، و"فورمات" الفيلم نفسها لم تشعرني بالقلق أبدا، لأن أهم نقطة فيما يخص سرد أي عمل أن تصل الحكاية للجمهور بشكل صحيح، وكما ذكرت لك الفيلم في الأساس "حدوتة"، وهناك احتمالان للسرد، الأول أن أقص عليك حكاية تستمتع بها وتتوحد مع تفاصيلها وشخصياتها، والثاني قد يقص عليك غيري القصة نفسها لكنك تشعر بالملل، إذن طريقة السرد هي التي تجعل الجمهور يتقبل أو ينفر من أي عمل، وفي "ولاد رزق" طريقة السرد كتبت بشكل جيد جدا لا يوجد به أي ملل، والمونتاج أيضا تم تنفيذه ببراعة، لذا أنتهز الفرصة وأوجه تحية لطارق العريان، لأنه جعل المشاهد داخل الحدث باستمرار.
هل تعتقد أن الإيرادات هي الكلمة الفصل في نجاح أو فشل أي فيلم بالسينما المصرية؟
سأجاوب على هذا السؤال والجميع يعلم أن "ولاد رزق" حقق إيرادات كبيرة ولا يزال، لكنني وفي الوقت نفسه أرى أن الإيرادات ليست مقياس النجاح الرئيسي لأي فيلم، لأنك قد تنتج فيلما يحقق إيرادات منخفضة لكن الجمهور يداوم على مشاهدته لمدة 30 عاما عندما يعرض على شاشة التليفزيون، وهذا ما تعلمناه من أفلام الأبيض والأسود التي نتابعها حتى اليوم والتي كانت سببا رئيسيا في عشقنا للسينما، وأعتقد أن هذا هو مقياس النجاح، وأتمنى أن يكون لي فيلما يشاهده الجمهور لمدة 20 عاما كلما عرض في التليفزيون.
صنفت الرقابة فيلمك تحت فئة "يشاهد تحت إشراف عائلي"، ألم تشعر بالضيق لهذا التصنيف؟
أبدا، بل على العكس، اعتبرتها نقطة إيجابية وأؤيدها بشده، لكن على الجميع أولا ملاحظة الفرق بين تصنيف "يشاهد تحت إشراف عائلي" وتصنيف "للكبار فقط"، وسؤالك سيجعلني أتطرق إلى نقاط عدة أبعد مما نتحدث فيه. أولا: المجموعة المشاركة في صناعة هذا الفيلم أسماءها معروفة، وأعمالها السابقة تخلو من عوامل جذب الجمهور مثل الألفاظ أو الإيحاءات أو الجنس. ثانيا: هذه العوامل لم تعد مجدية في الأساس لأن السماوات أصبحت مفتوحة والإنترنت موجود في كل منزل. ثالثا: هناك رقابة في مصر. رابعا: للأسف الواقع أسوأ كثيرا مما قدم في "ولاد رزق".
لكن البعض يرى أن مثل هذه التصنيفات قد تكون أحد عوامل تحقيق إيرادات جيدة في السينما المصرية؟
الإيرادات تتحقق عندما يقبل الجمهور على فيلم، وإيرادات أي عمل قد تكون جيدة في أول أسبوع عرض لأن المشاهد يفضل البطل أو البطلة مثلا، أو لطرح الفيلم في عيد وهو ما يجعل البعض يذهب لدور العرض باعتبارها نزهة كما ذكرت من قبل، لكن النقطة المحورية تكمن في استمرارية تحقيق الفيلم لإيرادات طوال تواجده في دور العرض، وهو ما يعني جودته دون شك، أي أن التصنيف لا يساعد أي فيلم على جذب الجمهور وتحقيق إيرادات كما تقول، خاصة أن الجمهور يتبادل الآراء حول أي عمل جديد سواء بالسلب أو الإيجاب.
كلامك يعني أنك تؤيد القانون الجديد للرقابة على المصنفات الفنية الذي يحصر دورها في تحديد الشريحة المسموح لها مشاهدة أي فيلم دون تدخلها بالحذف؟
بالطبع، لكن وفي الوقت نفسه أنا من المؤيدين لاستمرار عمل الرقابة وضد إلغائها، لأن وجود الرقابة هام جدا، وتصنيف الأعمال كبديل للحذف خطوة حضارية ومميزة، وقبل كل ذلك يجب أن نكون رقباء على أنفسنا، وهذا يحدث بالفعل.
ما رأيك في الانتقادات التي وجهت للفيلم بأنه "يسيء للمرأة المصرية" بسبب مشاهد العُري والجنس؟
أولا، أتحفظ بشدة على لفظ العُري، لا يوجد عُري في الفيلم، لأن العُري هو إثارة الغرائز، أن أقدم عرايا، وهذا لم يحدث، لكننا نقلنا حالة أناس في ملهى ليلي وكازينو قمار، ولم يكن الغرض استثارة الجمهور، بل هي حالة، مجرد حالة، ولا يوجد مبرر أو أهمية تجعلنا نقدم فتاة عارية أو شاب يقبل فتاة، وأعود وأكرر لك مرة أخرى، نحن نعمل مع مخرج كبير يعي تفاصيل عمله بشكل ممتاز.
ولم أسمع عن أي انتقادات وجهت للفيلم في هذا الشأن، خاصة أن هداية "رضا" جاءت عن طريق امرأة، وأعتقد أن هذا كان واضحا في الفيلم، ولو هناك انتقاد بهذا الشكل بالفعل كما تقول فهذا غير صحيح.
إذا كانت هذه وجهة نظرك فما رأيك في شعار "اعطي الجمهور ما يريد بشكل فني تضمن نجاح الفيلم"؟
إذا كان بشكل فني كما ذكرت بنفسك، أؤيده بالطبع.
هذا ما أقصده خاصة أن فيلم "ولاد رزق" توفر به الجانب الفني والجرعة التجارية في الوقت نفسه؟
لأنه ليس فيلما شعبيا، ولا أعتقد أنه يجوز تصنيفه باعتباره فيلما شعبيا، لكنه عمل صنع بشكل جيد، كما أنه مختلف عن الأفلام التي يمكن تصنيفها تحت فئة الأفلام الشعبية، مع كامل الاحترام والتقدير بالطبع للأفلام الشعبية ولكل الأشكال الأخرى، لكن في فيلم "ولاد رزق" الأبطال يسكنون منطقة شعبية، لكن الفيلم نفسه ليس شعبيا سواء على مستوى التقنيات والتصوير والموسيقى والمونتاج المصنوع بشكل جيد جدا.
إذن كيف تفسر نجاح كل أفلام المواسم السابقة التي اعتمدت كلها على الجريمة والمخدرات والدعارة؟
لم تنجح كلها، لأن الجمهور أصبح متابعا بشكل جيد للأفلام الأجنبية بكل فئاتها وأنواعها، وإذا لم نواكب هذه الأعمال بالجودة نفسها لن يستطيع الفيلم المصري منافستها محليا على الأقل، خاصة أن الفيلم المصري له سوق كبير يبدأ من المغرب العربي حتى الخليج، وفكرة وجود فيلم مصري مصنوع بشكل جيد أصبح أمر ملحا، وأعتقد أن سبب نجاح الأفلام الفترة الماضية أنها مصنوعة بشكل جيد وأحبها الجمهور، خاصة أنه لا يوجد ما يسمى خلطة للنجاح، الأمر يكمن في تقديم فيلم جيد وموضوع مختلف وممثلين مميزين، وهي شروط توفر النجاح لأي عمل.
هل هذا يعني عدم اعترافك بوصف "خلطة السبكية"؟
لا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه "خلطة" قد يكون هناك توفيق في العمل، ولو أن الأمر كذلك لاتبع كل المنتجين الخلطة نفسها وأصبحت كل الأفلام ناجحة، وأؤكد مرة أخرى كما ذكرت منذ قليل، عدم نجاح الفيلم تجاريا لا يعني أنه فيلم غير جيد، بل قد يحقق نجاحا غير متوقع على المستوى الجماهيري بعد عرضه في التليفزيون، وفي النهاية التوفيق من الله.
ما حقيقية الصور التي انتشرت لك والتي اعتبرها البعض دليلا على إجرائك لعمليات تجميل لشد الوجه؟
أقول لهم "عيب عليكوا" وحسبي الله ونعم الوكيل.
وما قولك في القضية المرفوعة ضدك من الفنانة زينة؟
كل ما يمكنني قوله في هذا الصدد "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، وأعتقد أن نجاح فيلم "ولاد رزق" أكبر رد على المتربصين بي الفترة الأخيرة، والتفاف الجمهور حولي يعني أن "من أحبه الله حبب فيه خلقه".