"خاتون": حكاية فتاة شاميّة تتمرد على قيم مجتمعها... فما الثمن الذي ستدفعه؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  بعد الحديث حول هذا المشروع منذ سنوات،  وتأجيله مرارا، وتنقلّه بين عدةّ شركات إنتاج ومخرجين؛ أبصر مسلسل "خاتون" النور أخيراً، وسيعرض الجزء الأوّل منه على عدّة محطّات عربية، في شهر رمضان، بوصفه أحد المسلسلات الشاميّة الأضخم إنتاجياً لهذا الموسم، ويتصّدر قائمة أبطاله، نجوم سوريّون، وممثلون لبنانيون، حققوا شهرةً واسعة خلال السنوات الأخيرة، عبر الأعمال العربية المشتركة.

 تستند أحداث المسلسل إلى قصّةٍ واقعية، "تتقاطع سير أبطالها مع شخصياتٍ دمشقية وطنية حقيقية، وقفت في وجه الانتداب الفرنسي لسوريا خلال عشرينيات القرن الماضي"، وتدور حول: "الفتاة الدمشقية (خاتون)، التي تمرّدت بدافع الحب، على قيم المجتمع الدمشقي، مما قادها لخوض مواجهاتٍ كبيرة، وتباينت أراء النساء حولها، بين مَنْ ناصرنها، أو وقفن بوجهها، وأخريات ادعيّن مساندتها، ثمّ حرضّن عليها، ودفعن لقتلها."

اقرأ أيضا... يعرض في رمضان: "الأحمر".. لوناً لمسلسلٍ سوري مفرداته الحب والدم

تؤدي دور "خاتون" الممثلة السوريّة كندا حنّا، وهي ابنة "أبو العز" (سلّوم حدّاد) زعيم حارة "العمارة"، ولديه من الأبناء أيضاً: "عز الدين" (ميلاد يوسف)، "فاروق" (وائل أبو غزالة)، "أيّوب" (طلال مارديني)، إلى جانب ابنته الكبرى "زمرّد" (كاريس بشّار).

وستكون الأخيرة محوراً لأحد الصراعات والتحديّات الكبيرة التي يواجهها "أبو العز"، وتتسبب في تفكك عائلته، وشماتة واستغلال منافسيه على الزعامة، فـ "زمرّد" تكون طليقة "عكّاش" (أوّل الأدوار الشاميّة للممثل باسم ياخور)، ويجسّد شخصيّة تتسم بالشر والعدائية، للزعيم وأهل حارته، بخلاف أخيه "القبضاي" الشهم "الزيبق" (معتصم النهار)، الذي يخفق قلبه لحبّ "خاتون" إلاّ أن علاقة أخيه السيئة بالعائلة، وظهور الضابط  الفرنسي  الوسيم  "كريم/ جوزيف" (الممثل اللبناني يوسف الخال)؛ يزيد الأحداث تعقيداً، ويقلب حياة الفتاة الشابّة، بعد أن يغريها بريق حبٍّ مستحيل، تترك لأجله كل شيء، وتسعى وراءه إلى النهاية... نهايتها ونهاية عائلتها، فجميلة الحارة، ستنجب ولداً لا يعرف أباه، وحبيبها سيخذلها، ويطعن الجميع في الظهر.

يساهم بإحكام ورطة "خاتون" والعائلة؛ مكائد "نعمت" (سلافة معمار) الساعية لفوز زوجها (فاروق) بالزعامة، وانتزاعها من أبيه، كما لا يسلم أهل الحارة من شرورها، وابتزازها.

ويضفي الممثلان أيمن رضا وشكران مرتجى، جوّاً كوميدياً على العمل، عبر أدائهما لشخصيّتي الحلّاق "أبو جبري" وزوجته الداية "أم جبري" الطريفتين، وسيكون منزلهما أشبه ما يكون بوكالة الأنباء التي تجتمع فيها أسرار الحارة، لكنّ هذه العائلة تخفي سرّاً يتعلّق بابنتهما "خديجة" (جيانا جورج عنيد)، يعرضّها لابتزاز "نعمت"، ويضطّر الأم للتآمر معها.

وثمّة قصصٌ أخرى يرويها مسلسل "خاتون"، عن الحب، وأوجه الصراع بين الخير والشر، في عملٍ يصفه صنّاعه بـ "الفانتازيا الشاميّة"، يكسر بعض "التابوهات" في هذا النوع من الأعمال، ومع ذلك فإنّ حكاياته عموماً، لا تخرج عن إطار الحكايات الدمشقية الفولكلورية ذات الطابع الافتراضي، التي تعتبرها المحطّات العربية، وجبةً أساسية على مائدة عروضها الرمضانية كل عام.

استغرق تصوير العمل بجزأيه الأوّل والثاني قرابة السبعة أشهر، ولم  يواجه مآزق كبيرة، رغم أنّ الشركة المنتجة، وجدت بدايةً صعوباتٍ في انتقاء بطلة العمل الرئيسية "خاتون"، حينما اعتذرت نسرين طافش عن عدم تجسيد الشخصيّة قُبَيلَ انطلاقة التصوير بأيّام، كما استطاع فريق المسلسل تجاوز مأزقٍ آخر بسبب رفض الممثلة ولاء العزّام حلاقة شعرها، من أجل أداء دور "خديجة"، بعدمّا صورّت مشاهد عديدة جمعتها بممثلين آخرين، لكّن زميلتها جيانا جورج عنيد أنقذت الموقف، وحلّت بديلةً عنها، وأقدمت على هذه الخطوة الجريئة تلبيةً لمتطلبات الدور، ما أثار جدلاً في الصحافة حول ضرورة ذلك، خاصّةً أنّ حلول الماكياج أصبحت بمتناول اليد؟!

نُحيُل هذا الجدل للمشاهدين، الذين سيتابعون أحداث الجزء الأوّل من المسلسل قريباً، وربمّا تمتد أجزاؤه لمواسم أخرى عديدة..

"خاتون" من إنتاج شركة "غولدن لاين"، إخراج تامر إسحاق، عن قصّة للممثل طلال مارديني، أعدّها وعالجها درامياً الكاتب سيف رضا حامد، ويضم المسلسل على قائمة أبطاله أيضاً: ضحى الدبس، زهير رمضان، فادي صبيح، ندين تحسين بيك، عبد الرحمن أبو القاسم، عادل علي، إسماعيل مدّاح، جيني إسبر، براء الزعيم، علي سكّر، وسيم الرحبي، أريج خصوّر، رشا بلال، فادي الشامي، ومن لبنان: ورد الخال، بيار داغر، طوني عيسى، وممثلون كثر آخرون.