تعرّف على عشرة فنانين خلّفوا بصمتهم في تاريخ الموسيقى الجزائرية
الجزائر (CNN)-- تحمل الذاكرة الفنية الجزائرية على جدرانها نقوشا فنية رصعتها أغاني مختلفة الطبوع، وبقيت شاهدة ولازالت على مراحل فنية مجيدة، نحتتها أصوات فنية جميلة من كل ربوع البلاد، مشكلة بذلك موروثا فنيا جزائريا أصيلا، ومع مرور الزمن، أصبحت بعض الأصوات الفنية تؤدي دورا دبلوماسيا فنية حتى لقب البعض منهم بسفراء الأغنية الجزائرية في العالم على غرار الشاب خالد ومامي وغيرهم من الأسماء.
وتحصي الجزائر في سجلها الفني الغني بالطبوع المختلفة، الكثير من الأسماء الفنية التي تركت بصماتها في الذاكرة الفنية داخل الوطن وخارجه، ومن هذا المنطلق اختارت لكم CNN بالعربية، عبر هذا التقرير، عشر مغنيين جزائريين، ممن تمكنوا من ترك لمسة سحرية في المخيلة الجزائرية بواسطة أغانيهم التي لازالت حية.
الشاب حسني.. صوت الأمل في العشرية السوداء في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تنزف دما في العشرية السوداء، كانت حنجرة الشاب حسني الدافئة تصدح في سماء الفن وأغانيه الباعثة للأمل في نفوس الشباب الجزائري تلقى رواجا كبيرا، والتي كان اغلبها يعالج المشاكل الاجتماعية والعاطفية للشباب، واستطاع في فترة وجيزة أن يتوج ملكا للأغنية العاطفية ولقب وقتها ب"عندليب الراي"، رغم أن الموت الغادر باغته في سن 26 عاما، مخلفا وراءه 160 ألبوما. خليفي احمد.. رائد الأغنية البدوية بصوت قوي يتدرج من طبقة إلى طبقة، مصحوب بنغمات "القصبة" وإيقاعات "البندير"، استطاع ملك الأغنية البدوية أن يحي التراث الثقافي لمدن الهضاب والصحراء بغناء قصائد "الملحون" ولكبار شعراءه، وحجز لنفسه مكانا في قلوب الجزائريين سنوات الستينات والسبعينات إلى غاية نهاية الثمانينات، وذاع صيته في كل ربوع الوطن إلى أن تخطاه إلى المغرب وتونس وليبيا وحتى سوريا والسعودية، قبل ان تتوفاه المنية في سن 90. ايدير.. سفير التراث الأمازيغيرغم تخطيه سن 65 عاما، لازال "حميد شريت" المعروف باسم "ايدير" سفيرا للأغنية الامازيغية في العالم والتي يتقاطر منها التاريخ والموروث الثقافي كأغنية "السندو" و "افافا نوفا" وغيرها من الروائع التي تصاحبها موسيقى تعتمد على الناي الأمازيغي، الذي يتغلغل صوته في أي قلب يسمعه غير مبال بجنسيته، فأغاني ايدير حتى ولو لم تكن مفهومة الكلمات غير أن المستمع يذوب في موسيقاها.
رابح درياسة.. كنز الأغنية الجزائرية الأصيلة
ترك المغني رابح درياسة بصمته في الموروث الفني الجزائري بأداء الأغنية الجزائرية الأصيلة، الممزوجة بالطابع البدوي، ورغم اعتزاله للفن، إلا أن أغانيه لازالت تردد، بخاصة منها الوطنية التي جاب فيها إحداها كل ربوع الوطن، وتحظى أغانيه بمكانة مميزة داخل وخارج الجزائر لسلامتها وعذوبتها، كونها خالية من الكلمات الماجنة وحاملة في طياتها أصالة الشعب الجزائري.
بوجمعة العنقيس.. راح الغالي راح
تحفظ الذاكرة العاصمية أغنية "راح الغالي راح" للراحل بوجمعة العنقيس ابن مدينة القصبة العريقة وعميد الأغنية الشعبية الذي تتلمذ في المجال الفني وفي هذا النوع من الأغاني عن الراحل الحاج محمد العنقى وأخذ عنه حتى التسمية فصار يدعى "العنقيس" نسبة إلى صغير طائر "العنقاء" الذي يعنى باللهجة الجزائرية "العنقى".
احمد وهبي.. مؤسس الأغنية الوهرانية
تشبع أحمد دريش التجاني المعروف بأحمد وهبي بعدة ثقافات داخل أسرته فهو من أب جزائري كان يعمل مؤذنا وأمه الايطالية وترعرع عنده جده في الحي الشعبي بوهران مما ساعده أن يكون مؤسسا للأغنية الوهرانية التي تعتبر أساس الأغنية الرايوية، وتميز احمد وهبي بنقل الشعر الشعبي الذي يحمل قصصا وحكما على شكل اغاني إلى المجتمع الجزائري .
عيسى الجرموني.. عميد الأغنية الشاوية
يعتبر المغني مرزوق عيسي بن رابح المعروف عيسي جرموني المولود سنة 1885 بعين البيضاء، عميد الأغنية الشاوية في الجزائر وهو أول مغني جزائري صدح صوته في قاعة "الاولمبيا" بباريس، واحتلت أغانيه آنذاك مكانة مرموقة في منطقة الشاوية وحتى تونس أين سجل بها أول البوم له سنة 1933 ، ومن بين أغانيه المشهورة "عين الكرمة" و"انوكير".
عثمان بالي.. صوت قبائل الطوارق
عرفت أغاني المغني عثمان أغ بالي انتشارا واسعا في الجزائر والتشاد والنيجر، بحكم انه ينحدر من اكبر قبائل الطوارق المنتشرة في هذه المناطق، إضافة إلى تشابه اللغة والعادات والتقاليد، وبدأت شهرة أغانيه التي تحاكي معيشة الرجل الأزرق والمصحوبة بالة العود والإيقاع الطارقي، في سنوات السبعينات وتوقفت سنة 2005 ، بعد أن جرفته مياه أحد الوديان الصحراوية بجانت .
الشيخة الجنية.. أغاني الإنس بصوت الجن
"الشيخة الجنية الحقانية بنت سعيدة" هذه الجملة توحي عند سكان الجهة الغربية بالجزائر بأنها مطلع أي أغنية للمغنية "فاطنة مباركي" المعروفة بالشيخ الجنية لكونها تمتلك صوتا ملائكيا يختلف عن أصوات البشر، اشتهرت بأغانيها "الماجنة أحيانا" التي تلامس فئة معينة من المجتمع ممن يرتادون المراقص، وإيقاع أغانيها التي تكون مرفقة بأنغام الشعر البدوي الذي يؤديه "الشيخ الزواوي".
حمدي بناني.. الملاك الأبيض
تميز المغني حمدي بناني بأدائه لأغنية المالوف العنّابي،ويلقب بـ"الملاك الأبيض" نسبة إلى كمانه الأبيض الذي يرافقه في كل حفلاته، وبدأت حكايته مع الفن منذ أكثر 50 سنة، استطاع فيها من انجاز 30 أغنية ناجحة في هذا الطبع الفني أشهرها "عدالة يا عدالة" و"محبوبتي" و"يا ليلي يا ليلي"، ولقيت أغانيه رواجا كبيرا في الجزائر وتونس واستطاع رفقة الحاج الطاهر الفرقاني من تدويل هذا الطابع الغنائي.