الذكرى 22 لاغتيال عندليب الراي الجزائري.. ماذا نعرف عن الشاب حسني؟
الجزائر (CNN)— في مثل هذا اليوم، وقبل 22 سنة، اغتيل مغني الراي الجزائري، الشاب حسني، عندما قُتل قرب منزل عائلته برصاص مجموعة مسلحة، ممّا شكل صدمة كبيرة للرأي العام الجزائري، إذ كان الشاب حسني أول مغني في بلاده يتعرضّ للاغتيال إبّان العشرية السوداء.
لم يكن سن الشاب حسني يتجاوز 26 عامًا عندما اخترقت رصاصتين جسده بمدينة عين الترك في ولاية وهران. في ذلك اليوم القاتم من عام 1994، قُتل ملك الراي الجزائري عندما كان اتجاهه ليلا للقاء أصدقائه، فقد أصّر على البقاء في البلاد رغم أنه كان يعلم أن حياته في خطر بما أنه تلّقى أكثر من مرة تهديدًا بالقتل إذا لم يتوقف عن الغناء.
كان عشاق الشاب حسني بالآلاف، داخل الجزائر وخارجها، ورغم أن سنوات العشرية السوداء بالجزائر خلقت أجواءً من الرعب بعدما تعددت المذابح، إلّا أن ذلك لم يمنع حوالي 150 ألف جزائريًا من حضور آخر حفل للشاب حسني يوم الخامس من يوليو/تموز 1993، إذ شكل الراحل متنفسًا فنيا لشباب الجزائر بعيدًا عن أخبار القتل المهيمنة.
في أسرة من خمس أشقاء ولد الشاب حسني في فاتح فبراير/شباط 1968، لم يكمل دراسته لعشقه الكبير لكرة القدم، حيث كان لاعبًا في مدرسة تكوين بوهران، غير أن ولعه بالموسيقى فتح له بابًا جديدًا، ففرقة قادة لناوي، وأعضاؤها من أشهر موسيقيي تلك الفترة بوهران، اكتشفوا صوت الراحل وهو يغني في حفل زواج، وهناك دعوه للغناء معهم، ممّا فتح له أبواب الشهرة، وانطلق منذ عام 1986 في مساره الخاص.
ثماني سنوات فقط هي العمر الفني للشاب حسني. في جنازة الراحل، خرج المئات حاملين شعار "الجزائر حرة وديمقراطية" وودعه الآلاف بالدموع وهم يتذكرون أغانيه التي تمحورت حول الحب. نُسب مقتله إلى الجماعة الإسلامية المسلحة، ونشر "أمير" الجماعة اعترافات له قبل سنوات، تحدث خلالها عن طريقة اغتيال حسني.
يقول هذا الأمير، في رواية قابلة للجدل بالنظر إلى اختلاف وجهات النظر حول الأطراف الحقيقية للعشرية السوداء بالجزائر، إن الشاب حسني قبل فتاة في آخر حفل له، وهو ما أثار غضب الجماعة، كما أنه لم يعبأ بتهديدات القتل ومنها إرسال باقة زهر له تحتوي على ضروريات غسل الميت، لذلك قتله ثلاثة أشخاص من الجماعة، وحاول أحدهم أن يطلق رصاصة على حنجرة الشاب حسني لقطع حباله الصوتية إلّا أنها أصابت رأسه.
في فترة زمنية قصيرة، خلّف الراحل قرابة 300 أغنية وحوالي 160 ألبوما، ولو لم يتم اغتياله لتجاوز حاجز الألف في زمن وجيز. لا تزال أغانيه حاضرة عند عشاق فن الراي، ولا يزال الكثير من شباب الجزائر والمغرب وتونس يستمعون لأغانيه كـ"طال غيابك يا غزالي" و"راني نادم على ليام" "راني خليتها ليك أمانة".