النجم المصري علي صبحي: لم أتوقع فوزي في دبي وأهدي الجائزة لكل من هو مختلف
القاهرة، مصر(CNN)-- "عندما نطق مذيع لحفل الختامي لمهرجان دبي السينمائي باسمي كأفضل ممثل في المهرجان، تسمرت في مقعدي ورجعت للخلف، وتصورت إنهم يضحكون علي، وسيأخذون مني اللقب ويقولون لي اذهب الى الشارع الذي أتيت منه،" هكذا وصف الممثل المصري الشاب علي صبحي لحظة فوزه بجائزة المهر لأفضل ممثل في مهرجان دبي الـ 13، عن فيلم "علي معزة وإبراهيم".
وقال علي صبحي، الذي أسس مع آخرين فرقة "حالة" لمسرح الشارع عام 2001، وعاد وأسس مع زملائه فرقة "قوطة حمرا" عام 2011 لفنون المهرجين والسيرك، إنه لم يتصور للحظة أن يفوز بلقب أفضل ممثل في مهرجان كبير، برغم أن مخرج العمل، شريف البنداري، كان يتوقع ذلك، بحسب ما قاله لـ CNN بالعربية.
الفوز بالألقاب والجوائز ليست ضمن اهتمامات علي صبحي، ولكنه يحب الفن والتمثيل فقط، ولا يفعل سوى الأشياء التي يحبها، وأهدى الجائزة لكل الناس المرفوضين من مجتمعاتهم، ولكل الذين يمتلكون الشجاعة لأن يكونوا مختلفين.
وجاء حواره كالتالي:
هل توقعت أن تفوز بجائزة مهرجان كبير مثل دبي كأفضل ممثل؟
لم أتوقع على الإطلاق الفوز بالجائزة واللقب، كانت كل التوقعات تشير الى فوز فيلم "مولانا" أو الفيلم التونسي "بنحبك هادي"، وبطله حصل على جائزة مهرجان برلين، أما أنا فقد تعلمت ألا أضع توقعات مسبقة في حياتي بشكل عام، وأعمل بصرف النظر عن مسألة الفوز بجوائز، فقد أحببت الفيلم ودوري فيه لأني أحب التمثيل، أما الجوائز من عدمها فليست من اهتماماتي لأني أحب الفن والتمثيل وأعمل الاشياء التي أحبها فقط.
ألم يتوقع أحد من فريق العمل حصولك على الجائزة؟
في الحقيقة مخرج الفيلم، شريف البنداري، كان يتوقع أن يفوز الفيلم بجائزة، وكان لديه إيمان كبير بذلك، كما أنه مؤمن بقدراتي وتمسك بوجودي في الفيلم، وكان لديه شعور بأني سأفعل شيئا، وهذا أمر أقدره فيه جدا، وكنت أقول له إن ما يتوقعه لن يحدث.
ألا ترى أن فوزك يعتبر مفاجاة في ظل عدم شهرتك؟
طبعا، لم أتوقع الفوز لأننا تعودنا بدرجة ما أن الجوائز لا تذهب إلا للمشاهير فقط، وأنا لست هكذا، ولكن أن يحدث ذلك فهذا أمر محترم، ويؤكد أن لجنة التحكيم كانت منصفة وليست لديها معايير جماهيرية، وتنظر للفيلم من ناحية فنية بحتة فقط، وليس لها علاقة برأي الجمهور، لأن رأي الجماهير مختلف تماما عن آراء المختصين، واختياري لجائزة أفضل ممثل في مهرجان دبي أثبت لي أن الدنيا ليست كما كنت متوقعا، وأن الجوائز لا تذهب للنجوم فقط.
صف شعورك عندما صعدت للمسرح للحديث قبل عرض الفيلم وعندما صعدت مجددا لاستلام جائزة أفضل ممثل؟
في المرة الأولى كان شعوري هو شعور شخص يشاهد نفسه على شاشة كبيرة لأول مرة في حياته، كنت مرتبكا جدا لوجودي وسط هذا الكم من الناس والجماهير، كنت مرعوبا وأنا أشاهد نفسي على الشاشة أثناء عرض الفيلم، وكلما كانت الجماهير تضحك كنت "أغطس" في الكرسي، أما عندما نطقوا باسمي بأني الفائز بجائزة أفضل ممثل في المهرجان، كانت أشعر أني في حلم "تخيلت أن الناس بتضحك عليه" وأنهم يريدون عمل "شو" على حسابي، وفي النهاية سيسحبون مني الجائزة ويقولون لي "اجري على الشارع اللي انت جاي منه".
لماذا فاز الفيلم بجائزة أفضل ممثل؟
حتى الآن غير مصدق حصولي على جائزة أفضل ممثل، كل ما أرى تلك اللحظة أشعر بأنهم سيرجعون في كلامهم، ولا أعرف الأسباب، ولكن الفيلم حساس وملفت جدا، وقد تكون اللجنة رأت أني أستحق الجائزة، لأن شخصية "علي معزة" كان فيها شغل عظيم جدا، والتناغم بيني وبين إبراهيم في الفيلم ليس سهلا على الإطلاق، فقد تدربنا ثلاثة أشهر مع مدرب تمثيل، كما لعب المؤلف أحمد عامر، دورا كبيرا في شعورنا بالراحة في العمل، لدرجة أنه طلب منا تغيير أي جملة حوارية لا تريحنا، وقد تكون اللجنة قد رأت كل ذلك على الشاشة.
كيف كان استقبال الجمهور للفيلم؟
استقبال عظيم لأفكار الفيلم، هذا ما شاهدته في العرض الثاني للفيلم في المهرجان، لأن العرض الأول كان للنقاد والمتخصصين.
هل هناك أي تشابه بينك وبين علي معزة؟
طبعا هناك أشياء مشتركة بيني وبين علي معزة بشكل كبير، أنا شخص أحب الطبيعية وأتفاعل معها، وعلاقتي مع الحيوانات عظيمة، وهكذا علي معزة.
ألا ترى أنك تشبه علي معزة في فكرة التهميش؟
لا أدعي ولا أقول على نفسي إني مهمش، وحصلت على حقي تماما، أما علي معزة فهو شخصية مرفوضة اجتماعيا لأسباب اجتماعية.
هل ترى أن الفيلم لا يشبه غيره من أفلام السينما المصرية؟
"علي معزة وإبراهيم" لا يشبه أفلام السينما المصرية، لأنه ساحر جدا وفكرته جديدة، هذا بعيدا عن أني شاركت فيه، فقد يكون مرفوضا أن يحب شاب معزة، ويقول عنها إنها خطيبته، وهذا أمر مرفوض مجتمعيا، والناس أحبوا المعزة وصدقوا إنه من الوارد أن يحدث ذلك في الحقيقة، هذا راجع لسيناريو محترم وحساس ورومانسي وكوميدي وكفء صاغه أحمد عامر، ومخرج مثل شريف البنداري، استطاع أن ينقل سحر الفكرة للشاشة بدون افتعال، فالفيلم لا يخاطب فئة معينة من الجمهور.
لمن تهدي أول جائزة جماهيرية لك؟
لكل الناس المرفوضين من مجتمعاتهم، ولكل الذين يمتلكون الشجاعة لأن يكونوا مختلفين.
هل مازلت مهتما بمسرح الشارع؟
طبعا، لكني متخوف من ضغط الوقت مستقبلا، إلا أنني أثق في نفسي للتوفيق بين الطريقين سواء من ناحية الوقت أو المجهود، أنا شخص أبذل جهدا كبيرا وليست لدي أزمة في العمل لساعات طويلة، وسأحاول التوفيق بين السينما ومسرح الشارع، لأن الشارع هو الملهم الرئيسي والأول لي، ولو اعتزلت العمل في الشارع سأفقد فرصة التعلم وتطوير نفسي ووقتها سأموت، وأريد أن أستمر في مسرح الشارع الذي أحبه، في نفس الوقت أعمل أفلاما حقيقية تشبه "علي معزة وإبراهيم."
هل ترى أن الشارع المصري يحب الفن بحق؟
عندما بدأت فرقة "حالة" عام 2001 أعجب الناس بها، وسألونا لماذا لا نفعل ذلك باستمرار، ومع تكوين فرقة "قوطة حمرا" عام 2011، أصبحنا أكثر معرفة بالناس وأصبحنا مشهورين، ومسرح الشارع تراكمي لأنه مؤثر جدا، والشارع ليس للخناقات، ولكن من الممكن أن نقدم فيه فنا ونتعرف على بعض، وهناك تطور كبير فيه.
ما هي السينما التي تحلم بها؟
أريد وأحلم أن أقدم سينما من النوعية التي تعبر عن الناس الحقيقية وتلمس قلب الجمهور، وفي نفس الوقت تضحكهم وتحكي عنهم بشكل محترم وفي سياق يحترمهم، وأحب أن أقدم أفلاما تشبهني وتشبه جيلي، لأن الجيل الذي أنتمي له مختلف تماما عن بقية الأجيال السابقة، وهذا لا يقلل من شأن هذه الأجيال، لأننا نفكر بطريقة مختلفة، ولا أقول خارج الصندوق، لأنه ليس لدينا صندوق أصلا، ونفكر في المستقبل.
ما هي السينما التي تثير إعجابك وتمنيت أن تكون جزءا منها؟
هذا سؤال صعب جدا، لأني لا أعرف التاريخ كله، ولكن على سبيل المثال أحب جدا سينما المخرج الراحل عاطف الطيب، والمخرج العظيم رضوان الكاشف.
ماذا ستفعل بالقيمة المادية للجائزة؟
استلمتها من مسؤولي المهرجان، وسلمتها لزوجتي فورا.
ماذا يمثل لك "علي معزة وإبراهيم"؟
لا أريد أن أقول كلاما من نوعية أعتبره ابني وهكذا، ولكن يمكنني أن أقول عنه إنه صديق، وهو أول "طلعة"، ولكني بانتظار رد فعل الجمهور، وهذا هو المعيار الحقيقي لنجاح الفيلم، وأتمنى أن يكون استقباله جماهيريا على نفس مستوى استقبال مهرجان دبي.
هل فوزك بالجائزة سيجعلك تغير اختياراتك المقبلة؟
بالعكس تماما، سيثبتني أكثر وأكثر، لأني أراهن على نفسي وفي كل مرة أكسب الرهان.
من هو علي صبحي؟
مواطن مصري، ولد عام 1983، بدأت حياتي الفنية وعمري 14 عاما، مع فريق ستوديو منصور محمد، تعلمت فيه فنون التمثيل والرقص المسرحي المعاصر والغناء، ونلت جائزة أفضل ممثل في المسرح المدرسي على مستوى الجمهورية، وشاركت مع مجموعة أصدقاء هم : محمد عبد الفتاح، وأحمد مصطفى، وأيمن عبد الرؤوف، وكريم أبو الفتح، وعلى خميس، في تأسيس فريق "حالة" لمسرح الشارع من 2001 – 2010، ثم شاركت في تأسيس فريق "قوطة حمراء" لفنون المهرج والسيرك عام 2011، وعملت في مسلسلات دوران شبرا 2011، وأهل كايرو 2010، وست كوم فؤش 2009، وفيلمي عين شمس 2009، وآخر ايام المدينة، الذي فاز مؤخرا بجائزة مهرجان برلين هذا العام، والجائزة الكبرى بمهرجان "نانت" للقارات الثلاث أيضا، بخلاف عدة أفلام مستقلة مثل "فلوس ميتة"، الذي حصل على جائزة أحسن فيلم روائي قصير في المهرجان القومي عام 2006.