عندما تلتقي المعاناة مع البساطة.. صور من مشيخة الزات بالمغرب العميق
إسماعيل عزام، المغرب (CNN)—في مشيخة الزات، نواحي مدينة مراكش، عاصمة السياحة المغربية، تعيش أسر بسيطة لها ارتباط قوي بأرضها وحقولها رغم كل الصعوبات التي تقاسيها في منطقة جبلية من الأطلس تقلّ فيها المدارس والمراكز الصحية وتعاني طرقها من تردٍ مستمر يؤدي بها إلى الانقطاع التام خلال مواسم الأمطار.
طاقم صفحة ناس المغرب، وهي صفحة على فيسبوك تنشر صور أفراد مغاربة رفقة نصوص قصيرة تختزل قصص كل واحد، زارت مشيخة الزات، ونقلت لقطات من عمق المعاناة، لكن وسط ثنايا قسوة المحيط، تضمنت الصور معالم من بساطة السكان الأمازيغ وتشبتهم بالحياة وطيبوبتهم.
في الصورة الأولى، تقول فتاة إنها كانت تقطن في أبعد مكان بجبال مشيخة الزات، حيث لا تكاد الجدران المتردية للمدرسة تقي الأطفال من البرد، وحيث ينقطع الكثير من الأطفال عن الدراسة، وبعدها تنتقل للحديث عن جمعية تكلفت بها ومكنتها من ولوج دار الطالبة حتى تستطيع الدراسة وتحقق حلمها في أن تصير صحافية، وبالتالي توصل معاناة المنطقة للعالم.
في الصورة الثانية، تتحدث سيدة عجوز عن أن نساء القرية يلدن في الخيام، بما أنهن لا يستطعن ركوب البغال في وقت المخاض، مردفة أن حتى الموّلدة لا تتوفر، وأن أسر الحوامل هن من يساعدنهن على الوضع، غير أن ذلك لا ينجح دائما، فكم من واحدة توفيت أثناء الوضع، كما أن هناك من المواليد من يموت بعد الوضع، ومن ذلك ستة مواليد لسيدة من القرية.
في الصورة الثالثة، تظهر طفلة خجولة فرحة بصورة التقطها لها المصوّر، وفي الصورة الرابعة يتحدث رجل من المنطقة عن فيضانات 2014، عندما سقطت الكثير من المنازل وانقطعت الطريق وأضحى السكان في عزلة، لدرجة أن قاسوا في سبيل إيجاد لقمة العيش.
وفي الصورة الخامسة يظهر أطفال ورجل يتجمعون حول نار في عز البرد، يحكي أستاذ أن عليه في فصل الشتاء الاستيقاظ مبكرًا حتى يتمكن من تدفئة القسم عبر إشعال بعض الحطب، غير أن المهمة لا تنجح، فالحطب لا ينفع مع شدة البرودة، ويعجز الأطفال عن الحديث والكتابة، لكن رغم ذلك فالأطفال يأتون للمدرسة ويتابعون دروسهم، أما في الصورة الخامسة، فنرى نساء من القرية وهن يحملن الخبز التقليدي الذي يتم طهيه في فران تقليدية.