بين سعد الفرج وسلوم حداد.. كيف أصبح هؤلاء النجوم "شباب شياب"؟

نشر
4 دقائق قراءة

مقال رأي للزميلة سامية عايش، المتخصصة في التغطية السينمائية على موقع CNNArabic. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتبة ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – أكاد لا أذكر الكثير من الأفلام العربية التي ناقشت بشكل مباشر حياة كبار السن، فأفلامنا العربية، خصوصا تلك التي تعرض تجاريا، عادة ما يكون أبطالها شبابا يقدمون قالبا ترفيهيا وكوميديا يجتذب الشريحة الأكبر التي تقبل على السينما، وهي شريحة الشباب.

محتوى إعلاني

الأسبوع الماضي، عرضت صالات السينما في الإمارات والخليج فيلم "شباب شياب" للمخرج العراقي ياسر الياسري، والذي يقدم قصة أبطالها 4 من كبار السن الذي يعيشون في مأوى للعجزة، ولكن في إطار كوميدي خفيف، يضحكك حينا، ويبكيك أحيانا.

لم نعتد على الأفلام العربية أن تجمع ما بين عنصرين، القصة الخفيفة والصورة الجميلة، فعادة ما تكون الأفلام ذات التصوير الفني العالي قصصا معقدة وعميقة، والعكس صحيح. هذا الفيلم، "شباب شياب"، يكاد يكون واحدا من الأفلام القليلة التي جمعت بين هذين العنصرين. ولأنني شخصيا لا أفضل الحديث عن السينما العربية خارج سياق الموضوع المحدد بها، أرى أنه للأسباب التالية نحن في حاجة إلى أفلام تشبه "شباب شياب":

- الفيلم عائلي بامتياز، أي يمكنك اصطحاب عائلتك من كبيرها إلى صغيرها لمشاهدته. وبصورة عامة، الفيلم في سرده وحكايته، رأينا مثله الكثير في السينما الأمريكية بالتحديد، وبالتالي مسار قصته غير جديدة، ويسهل على الجمهور فهمها وتقبلها.

- الفيلم ممتع، ويحوي رسالة مهمة في نهايته. ولست شخصيا من هواة السينما ذات الرسائل، فليس هناك أحد منا ممن يشاهد فيلما لغرض معلوماتي أو علمي بحت: كلنا ندخل السينما للاستمتاع. قد تمر بعض المشاهد التي قد تسأل فيها نفسك: لماذا اخترت مشاهدة هذا الفيلم؟ ولكن على أية حال، هذا سؤال نسأله لأفلام أجنبية ندخل لمشاهدتها في السينما، فلا بأس بأن نعامل أفلامنا العربية بذات الأسلوب.

- آن الأوان أن تكون للنجوم الذين أمتعونا في شبابهم مساحة يسردون فيها قصصهم وهم في العمر الذي وصلوا إليه. فإلى متى سنرى النجم الذي تجاوز الستين يؤدي دور الشباب، فقط لأنه نجم شباك تذاكر؟ الوقت قد حان لنرى نحن المشاهدين، بين صغار وكبار، قصص كبار السن، وصورهم بكل الغنى الذي تحويه بين تجاعيد وحكمة ونظر أمل لمستقبل يكاد أن ينتهي.

- "شباب شياب" واحد من الأفلام القليلة التي أرى فيها شخصيا روح دبي تنعكس على حياة المسنين الأربعة، فكان من الممتع رؤية هذه المدينة بصورة حيوية. عادة ما تقدم الأعمال التلفزيونية والسينمائية المدن الخليجية بالتحديد مدنا اسمنتية خالية من الروح والحياة. سعدت بأنني رأيت وجها عهدته في المدينة ولكنه يحمل روحا وحيوية.

- برغم تحفظي على طريقة العرض الترويجي لبعض الأماكن الموجودة في دبي، والتي كان من الممكن أن تعرض بشكل دعائي أقل، أفكر في المشاهدين من صغار السن الذين يمكن أن يتابعوا هذه الأفلام: كم من الفخر سيحملون حين يرون أماكن زاروها وهي قريبة منهم في مدينتهم تظهر في فيلم يعرض في السينما وسافر إلى دول مختلفة حول العالم ويلاقي استحسان الجمهور فيها.

لا يمكننا وضع الأفلام السينمائية العربية في خانة واحدة، فالإنتاجات في الفترة الماضية بدأت تكثر، وهو أمر جيد، فبدأت أنواع مختلفة من الأفلام بالظهور، ومن غير العدل أن تعامل كلها بطريقة واحدة.  فإن كان لدى أي منكم رغبة في الترفيه عن نفسه، وفي نفس الوقت القيام بعمل يخدم قيمه وانتماءه، أنصحكم بـ"شباب شياب".

نشر
محتوى إعلاني