بعد "سفير جهنم" و "البيت الملعون"... هل هناك "أفلام رعب عربية" جيدة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- انطلق مؤخرا في مصر وعدد من الدول العربية عرض فيلم "122"، للمخرج العراقي ياسر الياسري، ومن بطولة طارق لطفي، وأمينة خليل، وأحمد داود، وعدد من النجوم المصريين، ويعد هذا الفيلم أول فيلم عربي يقدم بتقنية الـ4DX في صالات السينما.
هذا الفيلم يعد أيضا واحدا من أفلام الرعب العربية القليلة التي تم إنتاجها على مدار التاريخ، إذا لا يعتبر هذا النمط من الأفلام منتشرا بشكل واسع في العالم العربي، رغم أن عدد متابعيه لا بأس به (لست واحدة منهم، فأنا لا أفهم لماذا أشتري تذكرة لحضور فيلم حتى أشعر بالخوف!).
ولعل فترة الثمانينات من القرن الماضي هي الفترة التي شهدت عدد إنتاجات لا بأس به من حيث أفلام الرعب، واشتهر من خلالها نجوم مثل يسرا وعادل إمام وعزت العلايلي وغيرهم.
أحد أول أفلام الرعب العربية التي أنتجت كان فيلم "سفير جهنم"، وهو من تأليف وإخراج يوسف وهبي، وأنتج عام 1945.
ومن الأفلام الأخرى البارزة التي أنتجت لاحقا: "الإنس والجن"، وهو من بطولة عادل إمام ويسرا، وفيلم "البيت الملعون"، من بطولة كمال الشناوي وماجدة الخطيب، وفيلم "عاد لينتقم" من بطولة عزت العلايلي ورجاء الجداوي.
ما يجمع بين معظم هذه الأفلام هو ما كانت تتوارده الحكايات والقصص في الماضي، مثل قصص الجن، والشعوذة، والشياطين، لتتطور لاحقا وتبدأ بمعالجة الجانب النفسي لشخصيات الفيلم بأسلوب بات يواكب الطريقة الهوليوودية في الطرح والسرد القصصي.
وكما أن للموسيقى دورا مهما في توجيه "مشاعر" المشاهد، تلعب هي أيضا دورا مهما في زيادة التوتر والترقب خلال أحداث الفيلم، لدرجة أصبح فيها استخدام الموسيقى مبالغا فيه بعض الشيء، لتصبح مصدر إزعاج أكثر منها عاملا مساعدا في أحداث الفيلم.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تظهر أفلام رعب عربية معدودة على الأصابع لعدة أسباب: أولا، كتابة هذا النوع من الأفلام بحاجة إلى أقلام محترفة تتبع طريقة محددة في الكتابة وبأسلوب يختلف عن كتابة الأفلام الأخرى.
ثانيا، هذه الأفلام تستخدم تقنيات متطورة في المونتاج والتصوير قد يرى المنتج أن تصويرها في العالم العربي لن يرق إلى المستوى الموجود في أفلام أخرى، مثل أفلام هوليوود، فبالتالي، لا ضرورة لتبديد الأموال في أفلام لن يتابعها الجمهور، والأفضل التركيز عل أنماط سينمائية أخرى.
ولكن، مع تطور التقنيات اليوم في العالم العربي، وبدء التركيز على جانب الكتابة الإبداعية، قد يكون المستقبل أمام أفلام الرعب العربية مفتوحا، ولكن حتى الآن، يصعب التنبؤ باستمراريته.