بين الفن والأدب والسينما.. كيف تحمل مجلة "سكة" الصوت الخليجي إلى العالمية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ طفولتهما، اعتادت الشابتان الإماراتيتان منار وشريفة الهنائي قراءة الصحف والمجلات، ومطالعة الكتب، ولكن لطالما كان لديهما إحساس غريب يدفعهما للتساؤل: "أين القصص والأخبار الخليجية من كل المحتوى الذي نقرأه؟"
هذا السؤال تحول مع الزمن إلى فكرة لمشروع قررت الشقيقتين العمل عليه: مجلة إلكترونية تعنى بالأصوات الخليجية، والتي تركز في محتواها على الفن والسينما والأدب في منطقة الخليج، وأطلقتا عليها اسم "سكة".
خلال حديثنا مع منار وشريفة، تحدثت الأختان عن شغفهما الذي حملهما لإنجاز هذا المشروع، فقالت منار: "في كل قراءاتنا، لاحظنا أن منطقة الخليج مفقودة من أي محتوى، وإن وجدت، فهي تقدم بأفلام أجنبية. طبعا هناك أقلام عربية وخليجية تكتب عن الخليج، ولكن الطاغي كان الأصوات الأجنبية. فرأينا أن هناك ضرورة لوجود منصة تنقل قصصنا بصوتنا نحن، وليس بصوت شخص يأتي من الخارج من دون أن يعرف تفاصيل المكان وحياة الناس".
وعن فريق العمل الذي يكتب في سكة، قالت شريفة الهنائي: "نحن نتعامل مع كتاب ومصورين لهم خبرة في المجال العملي، وهكذا بدأنا معهم، ولكن لاحقا لاحظنا أن هناك حاجة لإعطاء الفرصة للمبتدئين، فقررنا تبنيهم في سكة، وتشجيعهم لأن لدينا الكثير من المواهب الجديدة التي لم تنشر بالضرورة أي صور أو قصص سابقا، ولكنها قادرة على تقديم محتوى مختلف عن الخليج".
ومن بين الموضوعات التي تحرص "سكة" على وجودها تغطيات المشاريع والمواهب السينمائية، والتي ترى الشقيقتان أنها تعاني من الظلم في التغطية، فقالتا: "للأسف لا يوجد تغطية إعلامية كافية للسينما في الخليج، لأن الناس بشكل عام يفضلون مشاهدة أفلام هوليوود وبوليوود، فالسينما الخليجية حتى الآن لم تتمكن من جذب الأنظار إليها. لذا أصبحت هناك ضرورة لتسليط الضوء على المواهب التي تنتج الأفلام، والكتّاب، والمشاريع السينمائية الصغيرة والكبيرة".
الموقع يتوافر حاليا باللغة الإنجليزية فقط، مع خطط بإضافة اللغة العربية خلال العام الحالي، وهو أمر أكدت منار وشريفة ضرورة وجوده بالقول: "عندما بدأنا باللغة العربية، حاولنا إثبات هدفنا من استخدام اسم سكة، وهو أن يكون الموقع طريق وصل بين منطقة الخليج العربي وبقية العالم. فحاولنا الوصول إلى أكبر عدد من الناس عبر تقديم قصصنا بالإنجليزية، ولكن قبل عدة أشهر بدأنا أيضا بإنتاج محتوى باللغة العربية لأهميته وأهمية وجودنا في منطقة الخليج العربي".
ويحمل العام الجديد لـ "سكة" الكثير من الأحلام والأهداف التي ترغب منار وشريفة بتحقيقها، إذ تقولان: "في هذا العام، نرغب بإنتاج محتوى أكثر جاذبية باللغة العربية، والتعاون مع المزيد من الكتاب وصناع المحتوى، فنحن دائما نقول في سكة: لا يمكن لأحد أن يروى قصتنا كما نفعلها نحن."
وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري، سيصدر العدد الجديد من "سكة"، وقد خصت منار وشريفة برنامج "بوستر" ببعض الإضاءات الحصرية لما سيحمله من موضوعات، إذ سيركز على موضوع العادات والتقاليد بمنطقة الخليج العربي، وخاصة مفهوم العيب وكيفية تأثيره على حياتنا اليومية، وتمت الاستعانة بالكثير من كتاب الرأي والمقالات، ممن سيعملون على إثراء الموضوع وإبداء وجهات نظرهم فيه."