بين المنح المالية وشاشات العرض.. كيف تدعم منصة الشارقة للأفلام السينما العربية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما سعت إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون جزءا مهما من المشهد الثقافي العربي، خصوصا في مجالات الأدب والفنون، وهذا يبدو واضحا من خلال معرضها السنوي للكتاب، ومتاحفها الفنية الكثيرة والمتنوعة.
هذا العام، كان القرار بالتوجه إلى نوع آخر من الفنون الثقافية وهو السينما، فتم إطلاق الدورة الأولى من منصة الشارقة للأفلام، بتنظيم من مؤسسة الشارقة للفنون، والتي عرضت فيها مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة العربية والعالمية، إضافة إلى إقامة ورش العمل والنقاشات حول كل ما يتعلق بالسينما والسينمائيين العرب.
للحديث عن هذا المهرجان، التقينا بالشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، للحديث عن المنصة وأبرز فعالياتها ومستقبل عروض الأفلام العربية وصناعتها في المنطقة
- ماهو الهدف من إقامة منصة الشارقة للأفلام هذا العام؟
لقد جاءت منصة الشارقة للأفلام امتداداً لاهتمام مؤسسة الشارقة للفنون بعرض وتقديم الأفلام ضمن برامجها وفعالياتها، إلى جانب دعم الفنانين والأفلام التي ينتجونها، حيث ضمّن قيّمو بينالي الشارقة منذ عام 2003 عروض أفلام وأعمال فيديو عبر دوراته المتعاقبة، وقد تعاظم حضور الفيلم في الدورات الأخيرة للبينالي وبرامج المؤسسة الموازية. من هنا فإن المنصة تعمل كبرنامج سنوي على دعم الصناعة السينمائية في الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وتوفير منصة مهمة لصانعي الأفلام المكرّسين والناشئين.. بالإضافة إلى توفير الخبرات الاحترافية عبر ورشات العمل التخصصية، وإتاحة المجال لإقامة الحوارات والمحادثات حول السينما وتقاطعاتها مع الفنون المعاصرة.
- يلاحظ التركيز على الأفلام القصيرة، فما هو شكل الحضور؟ وكيف يمكن تنمية الرغبة لدى الجمهور في متابعة هذه الأفلام؟
قُدمت الأفلام المشاركة في المنصة من خلال دعوة عامة للمشاركة أطلقتها المؤسسة العام الماضي، وتلقينا المئات من المشاركات التي جرى تقييمها واختيار الأفضل من حيث جودة التقديم والأفكار، ومن بين تلك المشاركات كان هناك نسبة كبيرة من الأفلام القصيرة وهو ما يعكس زخم وثراء الأفكار التي يقدمها صناع الأفلام الناشئين ويؤكد على أن كل ما يحتاجون إليه هو الفرصة الملائمة والمنصة التي تساعد في تثبيت أقدامهم.
نسبة الحضور هذا العام كانت جيدة ونحن على ثقة بأنها ستشهد ازدياداً في السنوات المقبلة، وأنا أرى أن هناك نسبة عالية خاصة من جيل الشباب تستمتع بمشاهدة هذه النوعية من الأفلام، وهدفنا في السنوات المقبلة أن ننمي هذه القاعدة وأن نسعى للوصول إلى فئات عمرية مختلفة من خلال البرامج التي سيتم إعدادها بما يتلاءم مع اهتمامات مختلف الفئات.
- ما تقييمك للمشاركات الخليجية من حيث الأفلام القصيرة؟
كانت المشاركات جيدة جداً فقد شارك العديد من المخرجين من الإمارات والسعودية والكويت والبحرين في تقديم أعمالهم في هذه الدورة، وعكست أفلامهم عدداً من القضايا الاجتماعية الهامة التي تخاطب مشكلات المجتمع.
- ما هي أشكال الدعم التي تقدمها المنصة لصناع السينما العرب بالتحديد؟
توفير مساحة عرض لأفلامهم بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى منحة الإنتاج السنوية والتي تصل إلى 30 ألف دولار وتساعد في إثراء المحتوى في كل عام، بالإضافة إلى توفير الخبرات الاحترافية التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في رفع مستوى الإنتاج الفيلمي على مختلف الأصعدة، وذلك عبر برنامج الحوارات وورش العمل التي تتزامن مع برنامج العروض في المنصة.
- كيف ترون المنصة بعد عدة سنوات؟ ما هي الخطة للفترة المقبلة؟
نأمل أن تصبح المنصة في السنوات المقبلة محطة هامة في مسيرة صناع الأفلام وأن تقدم الدعم الكافي للمخرجين من خلال المنح والجوائز التي تقدمها وأن تسهم في تسليط الضوء على الأعمال الهامة محلياً وإقليمياً وعالمياً، كما نسعى من خلال العروض والبرامج التي تقدمها المنصة لتنمية ذائقة جمهور ومحبي السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.