"رامي".. مسلسل يقدم المسلمين المغتربين بمنظور جديد في أمريكا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- "رامي" للمخرج رامي يوسف، مسلسل عربي يُعرض على شبكة هولو الأمريكية ويحكي قصة شاب عربي مسلم يبحث عن هويته في شوارع ولاية نيوجيرسي الأمريكية في جو يمزج ما بين الكوميديا والدراما.
للوهلة الأولى، يظن المُشاهد أن قصة "رامي" تنتهي عند هذا الحد، لكن أفكاراً أكثر عمقاً وأهمية تظهر شيئاً فشيئاً لتقدم عملاً يتعدى ما هو تقليدي.
وطوال المسلسل يحاول والداه إقناعه بالبحث عن فتاة مسلمة مناسبة للزواج، لكن رامي دائماً ما رفض الفكرة، خاصة أنه يواعد فتاة أخرى تنتمي لعائلة يهودية. وفي حلقات متقدمة من المسلسل، تتفاجأ هذه الفتاة بالتزام رامي الديني، حيث كانت تظن أن كلاهما غير مرتبط بدينه كثيراً.
وقد يصعُب وضع المسلسل في إطار درامي معين، تماماً مثل المسلسلين الأمريكيين، "سيد اللا شيء" و"أتلانتا"، واللذان يناقشان تقلبات ونزوات مرحلة الشباب من خلال منظور فريد. كما يتقاسم المسلسل بعض الملامح مع فيلم "The Big Sick" الأمريكي من حيث مناقشتهما للمشاكل التي يتعرض لها من يعيش من المسلمين في الولايات المتحدة وكذلك الصراع ما بين الثقافة المحيطة بهم والثقافة الأم.
وعلى خلاف الفيلم، يمثل بطل المسلسل، رامي، شخصية شاب مصريّ الأصل مسلم متديّن غالباً ما تحاصره ضغوط ومغريات الحياة في أمريكا حتى تكاد تمزقه.
وفي فترة زمنية تغلغلت فيها فكرة الـ"إسلاموفوبيا"، أو الخوف من الإسلام، في أذهان كثيرٍ ممن يعيش في ظلال المناخ السياسي الحالي للولايات المتحدة، فإن المسلسل يأتي لينتزع هذه الفكرة ويقدم الإسلام بصورة مختلفة. ولا يكتفي المسلسل بتقديم شخصية البطل وصراعاته، بل يخوض في حياة أفراد عائلته من خلال عشر حلقات يتطرق فيها أيضاً لأحداث الحادي عشر من سبتمبر وتأثيرها عليه حين كان صبياً صغيراً ومفاجأته بسؤال أصدقائه: "هل أنت إرهابي؟".
ولا يتمثل الجانب الكوميدي للمسلسل في شخصية البطل، رامي، فقط. بل تدفع الشخصيات الأخرى المُشاهد للضحك كثيراً من خلال مفاهيمهم حول كثير من أمور الحياة، كعمه المعادي لليهود ورفاقه المتزوجين والشخصيات التي يصادفها خلال زيارته لمصر وإحدى قريباته التي ترى السياسة الأمريكية فقط من منظور الممثلة والناشطة الحقوقية الأمريكية سوزان سارندون.
ويناقش المسلسل صعوبة التزام المرء الديني والثقافي في بيئة مختلفة تماماً عن بيئته الأم من خلال مزج هذه الفكرة بمشاهد عدة تعطي للمسلسل روحاً ومعنى عميقاً.
ولربما يتشابه هذا المسلسل مع مسلسلات كثيرة من حيث القصة، لكن طريقة تناوله لها بطريقة فكاهية لطيفة أوصلت المعنى المُراد للجمهور بشكل مصقول واضح وقدمت للعالم مخرجاً تستحق أعماله وأفكاره التقدير والاحترام.