رأي.. سامية عايش تكتب لـ CNN: "وداعا حسن حسني".. حين تمنيت أن يكون الخبر مفبركا
هذا المقال بقلم سامية عايش، صحفية مستقلة تكتب عن السينما العربية المستقلة، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
على عجل وكما اعتدت كل يوم، فتحت تويتر لأتابع أي جديد في ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية، أو فيروس كورونا، أو حتى آخر أخبار دونالد ترامب مع منصات التواصل الاجتماعي… بين كل تلك الأخبار، كان هناك خبر حزين عن وفاة حسن حسني.
لا مقدمات، ولا تمهيدات، فارق هذا الرجل العظيم عالمنا. بحثت بين التغريدات والمغردين، لم أجد كثرا يتحدثون عن هذا الموضوع. قلت في نفسي قد تكون إشاعة، أو خبرا مفبركا. لربما في قرارة نفسي، كنت أريد لهذا الخبر ألا يكون صحيحا.
في السنوات الأخيرة، لم نر حسن حسني كثيرا على الشاشة، أو على الأقل بالقوة التي ظهر بها سابقا… كنا نفتقده عندما نشاهد أفلامه القديمة، وصوره، وحتى عندما حل ضيفا على محطات تلفزيونية أو مقابلات مكتوبة. كان له منزلة خاصة في قلوبنا جميعا! أحدهم كتب اليوم تعليقا يقول: "حتى لو الفيلم مش حلو، أنا بحضره لأنه بيكون فيه حسن حسني."
لعب أدوار الشر، والقسوة، والظلم، والطيبة، والكوميديا، ولكن صورته التي طبعت في ذهني دائما هي وجهه وهو يضحك. كتب أحدهم الآخر يقول اليوم: "أبدع في كل الأدوار… جميع الأدوار تليق به."
ما هو السر يا ترى؟
أحب أن أكتب هنا من وجهة نظر شخصية. حسن حسني لم يكن ذلك الممثل الذي رأى في نفسه النجم الذي لا يتكرر، بل كان يرى أنه كغيره من الناس، يؤدي وظيفة اسمها "ممثل"، فبالتالي هو لا يختلف عن أي وظيفة أخرى يقوم بها أي مواطن مصري. لا تتوقفوا هنا أرجوكم… فهذه "الوظيفة" كان صاحبها يؤديها بشغف وحب واعتزاز وأداء قد لا يتكرر. ومن أصدقاء عاشروه وتعرفوا إليه بشكل مباشر، كان دائما شخصا متواضعا، لا يحب أن يكون نجم الصف الأول، ولأجل هذا قد لا تجد بطولة مطلقة له وحده، ولكن تشعر أن الفيلم أو المسلسل ينقصه شيء مهم لو لم يكن حسن حسني فيه.
كان دائما اسمه يعجبني، وأقنع نفسي أن هذا الاسم اسم فني، ولد به، فبالتالي وكأن الحياة تنبأت أن صاحب هذا الاسم يجب أن يكون شخصية فنية ذات موهبة كبيرة.
ما أجمل النجوم عندما تظهر فقط في الوقت المناسب، غير آبهة بـ"التريند" و "نجومية السوشال ميديا" و "شهرة الإعلام". هم النجوم الذين يتركون مكانة لهم في قلوبنا وأذهاننا، ويحجزون لهم مكانا مميزا في التاريخ السينمائي.
قبلي كتب الكثيرون عن حياة هذا الرجل وإسهاماته وأعماله السينمائية والدرامية، وأنا لن أقول أكثر. الرحمة لروحك يا عم حسن، ولن ننساك.