مصر: خلاف حول تمثال رمسيس الثاني بعد 4 أعوام من ترميمه.. ومسؤول يستشهد بخبراء أجانب

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: Amir MAKAR / AFP) (Photo by AMIR MAKAR/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد 4 أعوام من الانتهاء من ترميمه، تسبب تمثال الملك رمسيس الثاني في خلاف بين الأثريين في مصر حول موقع التمثال بواجهة المعبد ووضعه بالهيئة الأوزيرية، إذ يرى أساتذة آثار أن الترميم الذي حدث تسبب في تشويه التمثال، منتقدين وضعه أمام أشهر المعابد الأثرية والتاريخية في العالم، فيما أكد مدير المعبد أن موقع التمثال ووضعه الأوزيري يتناسب مع النقوش واللوحات المكتشفة للواجهة الرئيسية للمعبد.

محتوى إعلاني

وفقًا لموقع وزارة الآثار، فقد شيد عدد من الملوك معبد الأقصر، من بينهم رمسيس الثاني، الذي قام ببناء صالة أعمدة وصرح كبير مكون من جناحين يمثلان مدخل المعبد، إضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة، وضم الصرح زوج من المسلات بارتفاع 25 مترًا، لم يتبق منها سوى واحدة بينما نُقلت الأخرى إلى ميدان الكونكورد بباريس عام 1836.

محتوى إعلاني

يرى عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة سابقًا، محمد حمزة، ضرورة عدم وضع تمثال الملك رمسيس الثاني بالهيئة الأوزيرية بالواجهة الأمامية بمعبد الأقصر؛ لأن استكمال ترميم التمثال بنسبة 80% يعد مخالفًا للمعايير والمواثيق الدولية، مثل مؤتمر مدريد 2004، وأثينا وإيطاليا 1931، وميثاق فينسيا أو البندقية عام 1964، ويعد تشويهًا للمعبد.

انتقد حمزة، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، شكل تمثال رمسيس الثاني بعد ترميمه، حيث لا يظهر التمثال رقبة الملك، كما لم يظهر ضخامة عضلاته وقوته، مما يعد مخالفة لمعايير المواثيق الدولية، مضيفًا أنه كان يجب استشارة خبراء آثار قبل البدء في الترميم، كما أن بعض الأساتذة في اللجنة الدائمة للآثار يوافقون على الترميم حتى لا يتم إقالتهم من اللجنة.

من جانبه، فسر أحمد عربي، مدير معبد الأقصر، أسباب وضع تمثال رمسيس الثاني بواجهة معبد الأقصر، قائلًا إن فناء المعبد يضم العديد من النقوش التي تظهر الشكل الأصلي لواجهة المعبد، وتضم مسلتان و4 ساريات أعلام و6 تماثيل مختلفة في هيئتها، مقسمة بين اثنين من الجرانيت الأسود يمثلان الملك رمسيس الثاني جالسًا، و4 تماثيل للملك واقفًا أحدهما مصنوع من الجرانيت الأحمر، مضيفًا أنه تم الالتزام بوضع التمثال المذكور في وضعه الأصلي المكتشف عليه، بعد أخذ رأي علماء آثار مصريين وأجانب.

وتابع أن ما يدعم صحة الموقع الحالي لتمثال رمسيس الثاني، هو اكتشاف العالم الأثري محمد عبد القادر في الخمسينات من القرن الماضي قاعدة التمثال بواجهة المعبد، والتي تم وضع التمثال عليها.

وأرجع عربي، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، سبب الخلاف العلمي حول هذا التمثال تحديدًا إلى وضعه في واجهة معبد الأقصر بالهيئة الأوزيرية، ورد على ذلك بأن هناك العديد من التماثيل الأوزيرية موجودة بالمعابد، منها تمثالان بالواجهة الغربية بمعبد الأقصر، وآخر في الصرح الثاني لمعبد الكرنك، مستشهدًا برأي عالم الآثار الفرنسي كريستيان لوبلان، ويعمل في مصر منذ 45 عامًا، بأن هناك تماثيل أوزيرية موجودة بالمعابد، وهو نفس رأي مدير البعثة الأمريكية راي جونسون والذي أكد أن التمثال المقام في موضعه الطبيعي.

ودلّل مدير معبد الأقصر، على حديثه بأن لوحة التكريس داخل معبد الأقصر، التي تظهر تفاصيل المعبد، أظهرت أن الواجهة الأصلية للمعبد تضم 3 أشكال للتماثيل، جالس وواقف وآخر على الشكل الأوزيري، كما أن هناك لوحات أخرى تظهر تطور شكل الواجهة الرئيسية للمعابد وتضم 6 تماثيل ومسلتين و4 ساريات أعلام، وتم الأخذ بهذه اللوحات في وضع التمثال وترميمه.

وحول وجود تشويه بشكل التمثال، قال أحمد عربي، إن الصور المتداولة لشكل التمثال قديمة، حيث تم الكشف عن التمثال خلال زيارة رئيس الوزراء للأقصر، وبعدها تم استكمال أعمال الترميم لتصويب النسب الخاصة بالتمثال للوصول إلى أقرب شكل مثالي، منوهًا إلى صعوبة ترميم التماثيل، التي تتخذ فترة طويلة للوصول إلى الشكل المثالي، وهذا أمر صعب في ظل وجود أجزاء وقطع كثيرة كانت متناثرة.

أشار عربي إلى أن معبد الأقصر كان يضم 3 تماثيل فقط بواجهة المعبد، في حين كانت هناك 3 تماثيل أخرى محطمة مع الاحتفاظ بأجزاء كثيرة منها، وكذلك بالقواعد التي توضع عليها، مضيفًا أن وزارة الآثار قررت عام 2017 بدء أعمال ترميم التماثيل الثلاثة، وتم الانتهاء منها خلال 3 سنوات، آخرها التمثال المذكور عام 2019، لافتًا أنه تم ترميم التماثيل بلجنة مشتركة بين علماء مصريين وبعثة جامعة شيكاغو الأمريكية.

وسبق أن قررت وزارة الآثار المصرية ترميم تماثيل الواجهة الرئيسية لمعبد الأقصر، للحفاظ على أجزاء وقطع التماثيل المتناثرة داخل المعبد، وتم اعتماد الترميم من قبل اللجنة الدائمة للآثار المصرية خلال عامي 2018 و2019، وفقًا لبيان رسمي.

وانتقد عربي الهجوم على ترميم تماثيل معبد الأقصر، في الوقت الذي يشهد فيه المعبد رواجًا سياحيًا، رغم ارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت من العام، وذلك نتيجة التقدم الذي حدث في تطوير المعبد والأماكن الأثرية بالأقصر، كما أن المعبد اختير ضمن 4 أماكن أثرية تحقق أعلى إيرادات سياحية خلال العام الماضي.

واستقبلت مصر أكثر من 7 ملايين سائح خلال النصف الأول من عام 2023، لتسجل مستوى قياسي للمرة الأولى في تاريخها، متوقعة أن تستقبل 15 مليون سائح بنهاية هذا العام.

نشر
محتوى إعلاني