مسلسل "الحشاشين".. كيف بدأت الجماعة وكيف انتهت؟
القاهرة، مصر (CNN)-- أثير الجدل حول مسلسل "الحشاشين" قبل انطلاق عرضه خلال موسم رمضان 2024، وذلك بعد نشر الفيديو الدعائي للمسلسل، بسبب تاريخ الجماعة التي يتناولها العمل الدرامي، وكذلك اللقطات للمناظر الطبيعية والقلاع التي ظهرت في الفيديو وتم تصويرها خارج مصر، ورفض كاتب العمل التعليق على المسلسل أو ذكر تفاصيل عنه، فيما رصد مؤرخون تاريخ قصة الجماعة، ونشأتها وتأثيرها.
يشارك في بطولة مسلسل الحشاشين عدد كبير من النجوم أبرزهم كريم عبد العزيز، ونيقولا معوض، وفتحي عبدالوهاب، وألف المسلسل الكاتب عبدالرحيم كمال، وأخرجه بيتر ميمي، واستغرق تصويره عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان العام الماضي، وتم تأجيله للعرض هذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان.
ويستعرض المسلسل قصة حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين، وهي إحدى أخطر الحركات السرية التي تنتمي لإحدى طوائف المذهب الشيعي، ويتناول العمل كيف نجح مؤسس الجماعة في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، وفقًا لما ذكره مؤلف العمل في تصريحات تلفزيونية.
قال رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ورئيس هيئة المخطوطات الإسلامية الدكتور أيمن فؤاد سيد، إن جماعة الحشاشين هي "أخطر الحركات السرية التي اشتهرت بالاغتيالات، بدأ تأسيسها على يد حسن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي كجزء من الطائفة النزارية نسبة إلى نزار بن المستنصر المنتمية للمذهب الإسماعيلي الشيعي، وبسبب تأييده لنزار ابن المستنصر أمام أخيه أحمد المستعلي لخلافة المستنصر طرد من مصر بعدما وصل إليها لممارسة الدعوة لمذهب الإسماعيلية، ورحل الصباح إلى سوريا وإيران واستولى على قلاع ونفذ اغتيالات سياسية ضد السلطة السلجوقية، وأبرز ضحاياهم الوزير السلجوقي نظام الملك".
وأوضح فؤاد، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، سبب تسمية الطائفة بهذا الاسم، قائلًا إن مؤسس الجماعة حسن الصباح كان يتبع طريقة غريبة في تجنيد الشباب للانضمام للجماعة وتنفيذ أوامره من خلال خداعهم بالحشيش، على حد تعبيره، رغم تشكيك العديد من المؤرخين أيضا في هذه الرواية.
وأضاف فؤاد أن جماعة الحشاشين استمرت في مواجهات مع صلاح الدين الأيوبي من جهة، والتتار من جهة أخرى حتى استطاع التتار القضاء على الجماعة في إيران، وخرجت الجماعة منها واستمرت لفترة في بلاد الشام والهند.
وكشف رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عن استمرار الطائفة النزارية التي تنتمي إليها جماعة الحشاشين حتى الفترة الحالية، وأنشأت الطائفة في القرن التاسع عشر منصب الأغا خان، والذي يتولاه حاليًا كريم الدين خان، مشيرًا إلى أن هذه الطائفة ساهمت في تطوير عدة مشروعات في مصر أبرزها حديقة الأزهر، وضريح أغا خان الثالث في أسوان.
من جانبه، قال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي، إن جماعة الحشاشين تعد أحد أخطر "المنظمات الإرهابية" في التاريخ الإسلامي، وعملت هذه الجماعة على تنفيذ اغتيالات سياسية عديدة منظمة، أسس هذه الجماعة حسن الصباح، والذي درب أتباعه في قلعة "ألموت"، والتي تم اختيارها بعيدًا عن أنظار الخلافة العباسية، ليصبحوا "فدائيين" ويتولوا تنفيذ عمليات اغتيال منظمة نشرت الرعب في العالم الإسلامي والبيزنطي.
وأضاف عفيفي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن جماعة الحشاشين استمرت لعدة سنوات طويلة حتى انهارت لعدة عوامل أبرزها التغيرات التي حدثت بعد الحروب الصليبية، وقوة صلاح الدين الأيوبي، وسقوط الدولة الفاطمية والمرتبطة بالمذهب الشيعي، مشيرًا إلى الخلاف الذي نشأ بين جماعة الحشاشين والقائد صلاح الدين الأيوبي بسبب قضائه على الدولة الفاطمية.
وأرجع محمد عفيفي، سبب تسمية الجماعة بلقب "الحشاشين" إلى سيطرتهم على أتباعهم عبر مخدر لتجنيدهم، وفي الوقت نفسه تحمل التعذيب حال القبض عليهم، مضيفًا أنه ليس هناك رواية قاطعة بأن قائدها حسن الصباح لم يعرف وقت وفاته أو ظروفها، ولكنه المؤسس في تشكيل أخطر الجماعات الإسلامية التي نفذت اغتيالات منظمة، واستمرت لسنوات طويلة.
وتوقع عفيفي، أن يشهد مسلسل الحشاشين جدلًا بسبب تناوله قصة مؤسس الجماعة حسن الصباح، والذي تحول من رجل علم مثقف إلى مؤسس ما وصفها بـ"أخطر الجماعات الإرهابية"، مشيرًا إلى أن الصباح حضر إلى مصر لمدة سنوات قليلة لخدمة المذهب الإسماعيلي قبل أن يختلف معهم في فترة لاحقة، ويخرج من مصر بعد محاولته فرض سيطرته على الملوك وقتها.