المخرج محمد بن عطية عن فيلم "وراء الجبل": أن تطير يعني أن تتحرر

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير سامية عايش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من منا لا يحلم بالطيران؟ هربا من الواقع، أو من الضغوطات، أو حتى من تفاصيل الحياة اليومية، التي أصبحت تشكل عامل ضغط على حياتنا. ولعل الصورة الأولى التي يرسمها هذا الطيران هي قصة "عباس بن فرناس"، الذي إضافة إلى كونه شاعرا وعالما في الرياضيات والفلك، اشتهر بمحاولته الطيران.

هذه الصورة أعاد رسمها المخرج محمد بن عطية في فيلمه الأحدث "وراء الجبل"، والذي يحكي قصة شخص خرج للتو من السجن، يعاني اليأس من حياته ومن كل من حوله، فيلجأ لمحاولة الطيران، كطريقة لإثبات قدرته على ذلك أمام عائلته وابنه بشكل خاص.

محتوى إعلاني

الفكرة، بدأت، وفقا لبن عطية، من وقت طويل، فقد كانت هناك صورة واحدة في رأسه: أقدام تمشي على الأرض، وترتفع شيئا فشيئا كلما أسرعت الخطا. هذا الارتفاع بدأ يولد شعورا بالطيران والتحرر من الأرض الصلبة ومن العالم البائس.

الفيلم لا يقدم بطله رفيق وعلاقته بذاته فحسب، بل أيضا علاقته بمن حوله، وخصوصا بابنه الصغير، الذي "اختطفه" من أمه في محاوله لإبعاده عن هذا العالم "القاسي" من وجهة نظره، وليثبت له قدرته على التخلص من كل الفشل في حياته من خلال الطيران.

يقول بن عطية، في حوار خاص مع CNN بالعربية، إن بناء الفيلم اعتمد بشكل كبير على المراقبة والتأمل للعالم حوله. وأضاف: "هناك الكثير من الأشخاص حولي ممن يمتلكون كل شيء ليكونوا سعداء، ولكن يبقى هناك شعور  بالتشاؤم الذي يمنعهم من الإحساس بالفرح بشكل كامل".

من المدينة إلى الجبال. هذه هي العوالم التي يأخذنا إليها الفيلم في أحداثه. لا نعيش ظلام السجن أو صخب الحياة في المدينة، ولكن نشعر بكم الضغوطات الهائلة والرتابة في الحياة التي يعيشها رفيق حينها. وعندما ننتقل من بعدها إلى الجبال، نشعر بالراحة والهدوء، برغم أننا نعايش القلق الذي يسيطر على حياة رفيق في كل محاولة للطيران أو التقرب من ابنه.

يقول بن عطية: "رغم أن رفيق يختطف ابنه من محيطه الذي اعتاد عليه، إلا أنه أيضا يقتنصه من هذا العالم السهل إلى آخر يبدو فيه كل شيء مستحيلا. هذا الانتقال له خصوصيته، إذ أن رفيق يقدم لابنه جانبا من الحياة لم يعهده سابقا، جانب شاعري وفيه الكثير من الجمال، والأهم أن مساحة الحرية فيه واسعة".

أما عن أبرز الصعوبات التي واجهها المخرج، فيحكي عنها بالقول: "كنت متخوفا من العمل مع المؤثرات البصرية، والمزج ما بين الأشكال السينمائية المختلفة، وفي نفس الوقت، الحفاظ على واقعية الفيلم. فالفكرة لا تتعلق بطرح الأسئلة والإجابات فحسب، ولكن أيضا فتح المجال أمام السفر في سيكولوجية الشخصيات وكل التضادات التي يمكن أن تمر بها من غضب وتحرر".

ويضيف: "كنت متخوفا أيضا من العمل مع طفل صغير، ولكني فوجئت من قدرات وليد في العمل والتمثيل، وهو أمر بالغ الصعوبة عند العمل مع الأطفال في السينما".

وبين هذا الفيلم وأفلامه السابقة، "ولدي" و "نحبك هادي"، حصل هذا الفيلم على ردود أفعال متنوعة، إذا أن البعض كان قادرا على فهم دوافع رفيق، والبعض الآخر شعر بالحيرة تجاه ما يحاول هذا الفيلم أن يقوله في أحداثه ومشاهده، لكن يبقى فيلم "وراء الجبل" محاولة من محمد بن عطية لسرد بعض التفاصيل في حياته، والتي يمكن أن تتقاطع مع الكثير من تفاصيل حيواتنا بين الألم والقلق والرغبة في التحرر والسلام.

يذكر أن آخر عروض فيلم "وراء الجبل" هي في مهرجان عمان السينمائي الدولي، ويعرض أيضا عبر منصة "نتفليكس".


 

نشر
محتوى إعلاني