جيري ماهر لـCNN: لافروف يناور وموسكو ستترك الأسد وحيدا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، جيري ماهر، إن مواقف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والكرملين الصادرة، الأربعاء، حول مستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وشرعية وجود حزب الله في سوريا مجرد محاولات لشراء الوقت وضمان حصة روسيا في التسويات، معتبرا أن موسكو ستسارع للتخلي عن الأسد بحال تلقيها ضمانات حول ملفات على رأسها خط الغاز المتوجه من قطر إلى أوروبا وضمان وجود قواعد عسكرية لها.
ووصف ماهر، في اتصال مع CNN بالعربية، كلام وزير الخارجية الروسي، الأربعاء، خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره السعودي، عادل الجبير، عن وجود حزب الله وإيران في سوريا بدعوة من النظام السوري بأنه "سلعة إعلامية من قبله للحصول على أكبر قدر من المكاسب في أي مفاوضات قادمة على تنحية بشار الأسد وإسقاط نظامه."
وتابع ماهر بالقول: "روسيا لا يهمها من سوريا إلا مجموعة نقاط أبرزها الحصول على قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومنع تصدير الغاز إلى الاتحاد الاوروبي عبر أنابيب يتم تمريرها من قطر إلى سوريا ثم أوروبا ما يعتبره الروسي خطراً استراتيجياً على أمنها القومي."
ورأى المحلل السياسي اللبناني أن موقف الكرملين حول أن بوتين ليس محامي دفاع عن الأسد "يوضح أن روسيا لا يعنيها لا النظام ولا قيادته بل مصالحها في سوريا والتي تعتبرها خطاً احمر وعند حصولها على ضمانات عربية - أمريكية بالحفاظ على المكتسبات وتأمين ما تبحث عنه روسيا على البحر المتوسط سيكون طريق التخلص من الأسد سريعاً دون مطبات أو إشارات تخفيف سرعة" على حد تعبيره.
وذكّر ماهر بمواقف دولية سابقة لروسيا وللاتحاد السوفيتي السابق اعتبر أنها تدل على أن موسكو "لم تحافظ على حليف وتبخرت عند اشتداد الخصومات والتحرك العسكري لأمريكا" مضيفا: "المراقب للوضع السوري يعتقد أن روسيا تدافع عن النظام وبقائه بشراسة، بينما الحقيقة هي أن روسيا من الدول التي أيدت وصاغت القرار الدولي رقم 2254 الذي يتضمن مبادئ التسوية السورية، بما في ذلك الحق الحصري للشعب السوري في تقرير مصير وتأسيس لجنة انتقالية بكافة الصلاحيات، ومن هنا نعرف ان دفاع روسيا الحقيقي هو عن مصالحها في سوريا وليس عن الأسد أو أي نظام."
وختم ماهر بالقول: "في النهاية وبوضوح، عندما يأتي الضوء الأخضر الأمريكي - الإسرائيلي فلا مكان لأي قرارات روسية في مجلس الأمن أو على الأرض السورية، فالقرار هناك بيد إسرائيل وأمريكا، وكل ما تستطيع روسيا فعله اليوم هو كسب المزيد من الوقت لتسجيل مكاسب أكبر على الأرض قبل التخلص من النظام وحلفائه حزب الله وإيران."