كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: ميثاق حماس الجديد سياسي أكثر منه راديكالي
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
بعد سنوات طويلة من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ربما يكون السلام قد أصبح ممكنا الآن في ضوء التغيرات الأخيرة في المنطقة.
لن يكون هناك سلام في منطقة الشرق الأوسط طالما أنه لم يتم التوصل إلى تسوية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وهذه التسوية لا يمكن أن تتم ما لم يتم وضع حد للجهات التي تستغل حماس وتساهم في شق الصف الفلسطيني وتقسيمه إلى معسكرين، أحدهما بقيادة منظمة فتح والآخر بقيادة حركة حماس، مما يجعل نجاح أي محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أقرب إلى المستحيل.
لكن ما حدث مؤخراً ربما يشعل شمعة في نهاية النفق في عملية السلام في الشرق الأوسط. فقد أعلنت حركة حماس مؤخراً عن ميثاقها الجديد والذي يحوي تغييراً هاماً يشير إلى قبول حماس بقيام الدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967.
من وجهة نظري، هناك مؤشران مهمان في ميثاق حماس السياسي الجديد. المؤشر الأول هو قبول حماس بحدود 1967 لأنه يعني ضمنياً الاعتراف بإسرائيل لأن هذه الحدود وضعت أساساً لتقسيم الدولتين: الفلسطينية والإسرائيلية. المؤشر الثاني هو إعلان حماس أنها منفصلة عن حركة الإخوان المسلمين. هاتان القضيتان تدلان على أن حركة حماس – المعروفة بالتشدد- بدأت تغير سياستها حتى تستطيع العمل مع لاعبين عرب آخرين لديهم مبادرة لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ومنع دول خارجية مثل إيران من استثمار هذا الصراع من أجل الحصول على مزيد من النفوذ في المنطقة. هذه الخطوة قد ترفع مرتبة حركة حماس وتجعلها تكسب الدعم والتأييد من أهم دولتين عربيتين هما السعودية ومصر اللتان وضعتا حركة الإخوان المسلمين على القائمة السوداء.
فهل وصلت حماس فعلاً إلى درجة من النضوج تسمح لها بالدخول في محادثات سياسية مع إسرائيل؟
لم يكن من قبيل المصادفة أن إعلان حماس عن ميثاقها السياسي الجديد تزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. كلا الرئيسين ترامب وعباس أعربا عن الأمل وعن إمكانية التوصل إلى سلام خلال فترة رئاسة دونالد ترامب. بالطبع لا يمكن البدء بمحادثات سلام ما لم تشارك كل من حماس وفتح فيها، ويبدو أن حركة حماس قد مهّدت الطريق لجعل هذه المبادرة ممكنة. وبالطبع فإن أكثر مبادرة سلام واقعية وجاذبية هي "مبادرة السلام العربية" التي تقدم بها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وكان ولياً للعهد في تلك الفترة، في القمة العربية في بيروت عام 2002.
قد يهمك ايضا: وثيقة حماس.. نضوج سياسي أم التفاف على الخلاف العربي مع الإخوان؟
المبادرة تدعو ببساطة إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة (بما في ذلك القدس الشرقية) والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الأمم المتحدة 194.
النشاطات الإقليمية الأخيرة التي بدأت بالقمة العربية الأخيرة في الأردن أعادت الحرارة إلى العلاقات بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وفي تطور إيجابي آخر، قام الرئيس السيسي بزيارة قصيرة إلى السعودية بعد القمة العربية بفترة قصيرة. هذا مؤشر جيد بالطبع لأن السلام في الشرق الأوسط يحتاج إلى توحيد جهود هاتين الدولتين الرئيستين في الشرق الأوسط.
من غير المرجح أن يرشح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، 82 عاماً، نفسه في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة، والتي ربما تجرى في وقت لاحق من هذا العام. ابتعاد محمود عباس عن الساحة السياسية قد يساعد حماس على إجراء المصالحة مع حركة فتح، مما يسهل العمل على محادثات السلام مع إسرائيل بدعم من كل من مصر والسعودية.