محللة أمريكية: السعودية لا تريد قلب نظام قطر بل تغيير توجه النفوذ بالشرق الأوسط

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: afp/getty images

لندن، بريطانيا (CNN) -- قالت ليزا دفتري، خبيرة شؤون الشرق الأوسط ورئيسة تحرير موقع "فورين ديسك" الإخباري، إن الأزمة السياسية في الخليج ناتجة عن تراكمات تاريخية كبيرة لا تقتصر على قضية تعرض وكالة الأنباء القطرية للاختراق، بصرف النظر عن هوية الجهة المنفذة، مضيفة أن السعودية التي عانت من سياسات أمريكية محابية لإيران وبرنامج عملها الشيعي ترغب بالاستفادة من تبدل الأجواء والحد من ذلك النفوذ مع التغيير الحاصل بأمريكا.

محتوى إعلاني

وقللت دفتري، في مقابلة مع CNN من أهمية ما جاء في مقال واشنطن بوست حول الاختراق الذي تعرضت له وكالة الأنباء القطرية ودوره في تصعيد الأزمة بالخليج قائلة إن جذور الخلاف أكبر بكثير.

محتوى إعلاني

وتابعت دفتري بالقول: "عندما يريد الزعماء في الشرق الأوسط طرح وجهة نظرهم فهم لا يبالون بوجود أو غياب المبررات. هناك الكثير من الخلفات التاريخية التي تحدد مسار الأمور. فقادة السعودية مثلا يتحركون بدافع تحقيق هدفين، الأول إبقاء خطر الإرهاب خارج حدودهم والثاني التصدي لنشاط النظام الإيراني الذي يشكل محور النفوذ الشيعي بالمنطقة."

وأضافت: "السعودية ترى أن تحقيق كلا الأمرين يعيد مسار الأشياء إلى قطر ونشاطاتها في المنطقة، وتمويلها لجهات إرهابية في المنطقة ولجماعة الإخوان المسلمين وحركة طالبان، ووجود قناة الجزيرة على أراضيها...السعوديون يريدون إيصال رسالة إلى قطر بأنها لن تكون قادرة على مواصلة نهج جمع الأضداد، فهي توفر التمويل لعدة تنظيمات إرهابية سنية وشيعية."

ولفتت دفتري إلى أن الرياض - التي شعرت بالدفع المعنوي جراء زيارة ترامب - رأت أن الوقت مناسب للتحرك، مستطردة بالقول: "سواء كان هناك قرصنة أم لم يكن هناك قرصنة لتصريحات أمير قطر فهذه الخلفية كفيلة بشرح أسباب ما نراه من أحداث."

وحول ما إذا كانت السعودية تسعى لتبديل النظام في قطر ردت المحللة السياسية بالقول: "السعودية لا تريد تغيير النظام في قطر بل تغيير توجهات النفوذ في المنطقة فقد رأينا خلال السنوات الثمان السابقة سياسات على وئام مع القوى الشيعية في المنطقة، وذلك بدفع من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي منح الإيرانيين المال والاتفاقيات الخاصة بالملف النووي وأدار الظهر نوعا ما للسعودية وللكثير من الدول السنية."

وأضافت: "نحن الآن نرى تحولا في هذا التوجه وأظن أن السعوديين يحاولون الاستفادة كليا من هذه اللحظة المناسبة عبر القول: نحن نريد التغيير ونريده أن يكون تغييرا سنيا.. السعوديون قد يخسرون كثيرا بحال استمر نمو النفوذ الإيراني وهم يريدون وقف ذلك. لقد سمح الغرب لإيران بتنفيذ أجندتها الشيعية في المنطقة والسعودية تريد اليوم مواجهة ذلك وهي لن تدع قطر تقف عقبة في طريقها."

ورأت دفتري أن إيران هي المستفيد الأكبر في هذه اللحظة السياسية مما يجري بالشرق الأوسط، محمّلة واشنطن جزءا من المسؤولية عبر القول: "نحن نرى ما يحصل في لبنان واليمن ونرى أذرع إيران في العراق وسوريا. لننظر إلى ملف حقوق الإنسان في إيران، نحن أعطينا إيران كل تلك الأموال واليوم هناك أمريكي آخر موقوف في إيران التي نالت كل ما تريده دون مقابل."

نشر
محتوى إعلاني