كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: القدس أقدس من مجرد صورة في الإعلام الاجتماعي

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

لا بد أن يحدث شيء ما بين الحين والآخر لكي يذكر الكثيرون منا بوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه التي سلبت منه والظلم الذي يتعرض له منذ عقود. بين الحين والآخر، يتعرّض أبناء الشعب الفلسطيني للقتل أو للقصف، أو ينفّذ بعض السجناء الفلسطينيين إضراباً عن الطعام. في هذه المناسبات، يقوم كثير من الأشخاص بتغيير صور حساباتهم ويضعون صوراً تمثل النضال الفلسطيني بدلاً من صورهم الشخصية، مثل ما حدث يوم الجمعة الماضي، حيث عمد الكثيرون إلى تغيير صورهم بصور القدس أو صورا يرتدون فيها الكوفية الفلسطينية كمؤشر على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

محتوى إعلاني

هذا صحيح. هذه هي "الموضة". هذا الأسبوع مناسب جداً للحديث عن القدس. تماماً كما حدث في اليوم الذي اشتعلت فيه النار في أحد الأبراج السكنية في لندن، كانت "الموضة" هي في إظهار التضامن مع سكان لندن وتغيير صورة حساب الإعلام الاجتماعي إلى علم بريطانيا لإظهار التضامن معهم. ولكن في واقع الحال، هل يعكس مثل هذا التصرف تضامنا حقيقيا أم أنه مجرد استغلال للحالة وانتهازية شخصية؟

لقد مرّت أكثر من ستين سنة على تهجير الفلسطينيين من وطنهم، وولدت أجيال وأجيال من الفلسطينيين في المنفى، لكن قليلين هم الذين فعلوا أي شيء للدفاع عنهم أو لمساعدتهم على استعادة وطنهم المغتصب.

قليلون منا يتحدثون كل يوم عن مقتل فتى فلسطيني "دوق قصد" برصاصة "طائشة"، لكن المصادمات في القدس الآن هامة بسبب وجود مكان مقدس فيها، وليس لأن المدينة تخضع للاحتلال منذ عقود طويلة –بما في ذلك المسجد الأقصى.

المصادمات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبحت أكثر أهمية بالنسبة للكثيرين بسبب القدس، لكن علينا أن نسألهم إذا كانوا مهتمين في الواقع لأن المستوطنين الإسرائيليين يزيدون حضورهم في جميع أرجاء القدس الشرقية –وليس حول المسجد الأقصى فقط- لاغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية.

بصراحة، لا أعتقد أن الفلسطينيين يهتمون كثيراً لهذا التعاطف المزيف والتضامن الذي لا يتجاوز تغيير صور الملفات الشخصية في الإعلام الاجتماعي. حياة الفلسطينيين اليومية مليئة بالعذاب والألم والموت بسبب الصراع مع المحتل الإسرائيلي، وليس هناك مؤشر حتى الآن على نهاية قريبة لهذه المعاناة.

لا يمكن لصور الملفات الشخصية أو الكلمات التي ننشرها في الإعلام الاجتماعي عن "القدس العزيزة" و "القدس الوحيدة" أن تغير واقع أن جميع الجهود التي بذلت لإنهاء الصراع لم تنجح حتى الآن.

بعض اليهود المتشدددين الذين تحدثت إليهم في نيويورك قالوا لي أن كتابهم المقدس وعدهم بكل هذه الأراضي، وأن حدود دولتهم لا تقف عند الحدود الحالية بل تمتد إلى مناطق كثيرة بعدها.

لكن، هناك وجهة نظر مختلفة في إسرائيل تعترف بحقوق الفلسطينيين. المواجهات الحالية هي بسبب فرض السلطات الإسرائيلية أجهزة كشف عن المعادن في مدخل القدس، لكن الفلسطينيين يعتقدون أن ذلك يهدف لإعطاء قوات الاحتلال هيمنة كاملة على المسجد الأقصى وعلى أراضيهم في القدس، تمهيداً لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية.

كم هو عدد الذين سيصرخون منا دفاعاً عن العائلات الفلسطينية التي تعرضت منازلها للدمار على يد قوات الاحتلال في غزة لأن أحد أفراد الأسرة تجرّأ وقاوم الاحتلال والمستوطنين فأصبح إرهابياً في قاموس سلطات الاحتلال؟

خلال العقود الماضية، لم يكن الضوء يسلط على القضية الفلسطينية مع الأسف إلا حين تريد حكومة ما أن توظف القضية الفلسطينية لخدمة أجندتها السياسية. وتقزيم معاناة الفلسطينيين الآن وتحويلها إلى مجرد صورة على صفحات الإعلام الاجتماعي لأن تلك هي "الموضة" أمر غير إنساني ومثير للشفقة.

نشر
محتوى إعلاني