الأردن.. مطلق النار بسفارة إسرائيل "محصّن" ورئيس البرلمان ينتقد الحكومة
عمان، الأردن (CNN) -- قالت مصادر حكومية أردنية رفيعة صباح الثلاثاء، إن السلطات المحلية أفرجت عن ملحق الأمن الاسرائيلي الذي أطلق النار على أردنيين اثنين الأحد في محيط السفارة الاسرائيلية في عمان، لتمتعه بالحصانة الدبلوماسية التي أوجبتها اتفاقية فينا للبعثات الدبلوماسية وامتثالا للقانون الدولي.
وبينت المصادر في تصريحات صحفية لموقع CNN بالعربية، إن الاتفاقيات الدولية تنص على حماية الدبلوماسيين العاملين في السفارات، مشيرة إلى أن "الدبلوماسي الاسرائيلي كان سيغادر الاردن عاجلاً أم آجلا" وأن حصانته الدبلوماسية تمنع "اعتقاله أو التحقيق معه".
و في أثناء ذلك، أكدت المصادر أن الأردن "قد حصل" على ما أسماه" مكاسب استراتيجية حول ملف المسجد الاقصى و البوابات الالكترونية"، و"اتفاقات تصب في مصلحة القضية الفلسطينية." وأضافت المصادر موضحة: "من أهم المكاسب التي حققها الأردن إنهاء الأزمة في الحرم القدسي الشريف وإزالة البوابات الالكترونية والتنفيذ سيكون خلال أيام"، على حد تعبيرها.
وشغلت حادثة السفارة الاسرائيلية الشارع الأردني خلال الأيام الماضية، حيث أسفرت عن مقتل الشاب محمد الجواودة 17 عاما، والطبيب الأردني بشار الحمارنة، ومن المتوقع أن تستلم عائلاتهما جثتيهما لدفنهما اليوم وغدا.
وطالبت عائلة الجواودة في تصريحات سابقة للموقع، بمحاكمة الاسرائيلي، فيما دانت عائلة الحمارنة ما وصفته بالجريمة "البشعة "وطالبت السلطات الأردنية باتخاذ إجراءات لمحاكمة الملحق الأمني الإسرائيلي.
وقتل الملحق الأمني الاسرائيلي الجواودة والحمارنة بالرصاص، بعد توصيل الشاب الجواودة طلبية أثاث للشقة التي يقطن فيها الملحق بجوار السفارة الاسرائيلية في عمان، وأرجعت السلطات الأردنية في تصريح لها أن الملحق الأمني أطلق الرصاص بعد مشادة وقعت مع الملحق "والتهجم عليه" بحسب البيان الرسمي.
وأثارت الحادثة غضب أوساط برلمانية وشعبية ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت جلسة البرلمان صباح الثلاثاء حالة احتجاج واسعة من النواب تبعها انسحابات للعديد منهم، فيما دعاهم رئيس المجلس عاطف الطراونة إلى البقاء وتحمل مسؤوليتهم قائلا: "هذه القضية كبيرة جدا ونحن في محنة."
وهاجم رئيس مجلس النواب الأردني الطراونة الحكومة في افتتاح الجلسة مطالبا إياها بتقرير مفصل عن الحادثة، فيما دعا بعد رفع الجلسة المخصصة لمناقشة تعديلات قانون العقوبات إلى جلسة مغلقة. وشهدت أروقة المجلس احتكاكات طفيفة بين النواب في سياق محاولات تهدئة بعض النواب الذين احتجوا بالصراخ على موقف الحكومة من السماح للدبلوماسي الاسرائيلي مغادرة البلاد.