الملك سلمان لبوتين: يجب إنهاء الأزمة السورية.. ووقف التدخلات الإيرانية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، في أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا، على ضرورة العمل من أجل إنهاء الأزمة السورية، ووقف تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة، وذلك خلال جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين.
وقال الملك سلمان لبوتين: "أود بداية أن أشكر فخامتكم على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدكم الصديق، وأن أعرب عن تقديرنا لما تضمنته كلمتكم من مشاعر ودية وإنه من دواعي سرورنا أن نكون في بلدكم الصديق للتأكيد على حرصنا على تعزيز العلاقات وترسيخها بين بلدينا وشعبينا في مختلف المجالات، مشيداً بما تتسم به من توافق في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والتنسيق المستمر في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والازدهار في أوطاننا وخدمة الأمن والسلم الدوليين".
وأضاف: "نحن حريصون على استمرار التعاون الإيجابي بين بلدينا لتحقيق استقرار الأسواق العالمية للنفط خدمة لنمو الاقتصاد العالمي. كما أننا على قناعة تامة بأن هناك فرصاً كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيادة استغلال وتقوية الميزات النسبية لصالح البلدين، ودفع عجلة التبادل التجاري بكل محاوره وفقاً لرؤية المملكة 2030"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأكد العاهل السعودي أن "المجتمع الدولي مطالب اليوم بتكثيف الجهود لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله واستشعاراً من المملكة لما يمثله الإرهاب والتطرف من خطورة عظمى على أمن واستقرار الدول والشعوب". وأشار إلى أن السعودية دعت إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة وتبرعت بمبلغ 110 ملايين دولار، وعملت على تأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض.
وعن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دعا الملك سلمان إلى "ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وقال الملك سلمان إن "أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، مما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها".
كما أكد الملك سلمان على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وبما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره.
وعن الأزمة السورية، قال العاهل السعودي: "إننا مطالبون بالعمل على إنهائها وفقاً لمقررات جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها".
وأضاف العاهل السعودي: "كما نؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية لمحاربة الإرهاب"، داعيا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته فيما يخص مشكلة مسلمي الروهينجا وإيجاد حل يحميهم من أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرضون لها ورفع المعاناة عنهم".
وفي ختام كلمته، وجه الملك سلمان الدعوة للرئيس الروسي لزيارة السعودية لاستكمال المشاورات حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة، وقال: "أكرر شكري لفخامتكم وللحكومة الروسية على ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنياً لبلدكم وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار".