التوتر يتصاعد مع تقدم القوات العراقية باتجاه مدينة كركوك
بغداد، العراق (CNN) -- باشرت القوات العراقية الاقتراب من مدينة كركوك الخاضعة حاليا للسيطرة الكردية الاثنين، وسط دعوات من رئيس الوزراء العراقي، حيد العبادي، إلى سكان المدينة الثرية بالنفط للتعاون مع قوى الأمن.
القوات العراقية كانت قد انسحبت من المدينة عام 2014 مع اقتحام مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لها بعد فترة قصيرة من سيطرتهم على مدينة الموصل وإعلانهم تأسيس ما وصفوه آنذاك بـ"الخلافة" في مناطق شمال غرب البلاد.
حساب العبادي الرسمي على موقع تويتر غرّد بالقول: "القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي يؤكد حرص القوات العراقية على سلامة ابناء كركوك ويدعو المواطنين الى التعاون معها" مضيفا أن رئيس الوزراء العراقي "وجّه القوات المسلحة لفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع أبناء مدينة كركوك وقوات البيشمركة.. وبحماية المواطنين بمختلف أطيافهم في كركوك."
وحذرت قيادة العمليات المشتركة في القوات العراقية ما وصفتها بـ"المجموعات المسلحة في كركوك" من إطلاق النار على القوات العراقية، وفقا لما نقله التلفزيون العراقي الرسمي.
من جانبه، قال ناطق باسم مكتب رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إن الأوامر التي وجهها رئيس الإقليم إلى القوات الكردية المعروفة باسم "بيشمركة" تؤكد على ضرورة "عدم بدء أي حرب"، مع التشديد على إعطاء تلك القوات "الضوء الأخضر لاستخدام كل القوة بحال بدأت المليشيات المتقدمة بإطلاق النار" على حد تعبيره.
أما محمد حجي محمد، قائد قوات البيشمركة في غربي كركوك، فقد قال إن القوات العراقية تتقدم باتجاه كركوك من قريتي "البشير" و"تازة" باتجاه كركوك لكنها لم تدخل المدينة حتى الآن. واستطرد محمد بالقول إن القوة العراقية وصلت إلى منطقة لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن المدينة وتستعد لاستخدام الجرافات قرب مواقع للبيشمركة.
وعلمت CNN أن القوات العراقية لديها أوامر بالتقدم باتجاه المناطق الجنوبية والغربية المجاورة لكركوك والسيطرة على المداخل ومن ثم فرض السيطرة على عدد من المرافق المهمة في تلك المنطقة. وتضم القوات العراقية عناصر من المليشيات الشيعية التي تنشط تحت لواء "قوات الحشد الشعبي" إلى جانب وحدات من الجيش.
مجلس أمن إقليم كردستان غرّد عبر حسابه بموقع تويتر قائلا الأحد إن القوات العراقية ومعها وحدات الحشد الشعبي تعتزم السيطرة على قاعدة عسكرية وعلى آبار النفط بالمدينة، علما أن محافظة كركوك تحتوي على أحد أكبر حقول النفط العراقية وتُنتج ما يعادل ستة في المائة من إجمالي إنتاج النفط العالمي.
وتاريخيا، سكنت أغلبية كردية مدينة كركوك، ولكن خلال حقبة صدام حسين جرت عملية إحلال لعائلات عربية محل العائلات الكردية في المدينة لتغيير طابع المنطقة تحت سياسة ما كان يُعرف بـ"التعريب." وبعد سقوط صدام عاد الأكراد للسكن في المدينة ومحيطها بانتظار استفتاء يحدد ما إذا المدينة ستبقى تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد أم تُدار من قبل حكومة إقليم كردستان التي أجرت قبل فترة استفتاء أظهر دعما كبيرا لخيار الانفصال عن العراق.