محللون يتساءلون: هل تؤثر تطورات الرياض على العلاقة مع ترامب؟
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال محللون إن التبدلات التي تشهدها المملكة العربية السعودية حاليا، والتي قد تكون الأكبر منذ تأسيسها قبل 85 سنة، قد تشكل خطرا على العلاقات الوثيقة التي بنتها الإدارة الأمريكية مع الرياض، خاصة وأن المشهد حاليا يتصدره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي عمل عن قرب مع الرئيس دونالد ترامب ومع صهره ومستشاره المقرّب، جيرالد كوشنير.
وقد اقتربت الولايات المتحدة كثيرا منذ تولي ترامب السلطة، من المواقف السياسية السعودية، بما في ذلك المواجهة مع قطر، التي تضم على أراضيها قاعدة أمريكية رئيسية، إلى جانب موقف واشنطن من العمليات العسكرية في اليمن، رغم التحذيرات الصادرة من خبراء في مجال الأمن القومي الأمريكي.
وقالت لوري بلوتكن بوغارت، المحللة الأمنية السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والزميلة الحالية لدى مركز أبحاث "معهد واشنطن" المتخصص بشؤون سياسات الخليج، إن بعض الأصوات في الولايات المتحدة ترتفع محذرة من أن الإجراءات الأخيرة في السعودية قد تقود نحو توترات تؤثر بالأمن الإقليمي.
وتضيف بوغارت، في حديث لـCNN إن تلك الأصوات المحذرة من التقارب الشديد مع السعودية ليست حاليا في موقع يؤهلها للتأثير على صنّاع القرار في البيت الأبيض أو دفعهم لتعديل توجهاتهم.
ويحدد منتقدو التقارب الأمريكي مع السعودية عدة ملفات يرون أنها مثيرة للقلق، بينها الحرب في اليمن، وإمكانية تحوّل ذلك البلد إلى بؤرة لتجنيد الإرهابيين بسبب انهيار الوضع فيه، إلى جانب الأزمة مع قطر وإمكانية استفادة طهران منها، والتوتر المتصاعد مع إيران، الذي وصل إلى حد اتهام الرياض لها بممارسة "عمل من أعمال الحرب" بعد تحميلها مسؤولية الصاروخ الذي أطلقته مليشيات الحوثي من اليمن باتجاه مطار الرياض السبت.
من جانبه، قال سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسات الطاقة لدى "معهد واشنطن"، إن ترامب يراهن بقوة على الأمير محمد بن سلمان، في حين أن مؤسستي الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة لم تصلا إلى هذا الحد بعد. ويبرز دور ولي العهد السعودي في كل الإجراءات الكبرى التي شهدتها المملكة مؤخرا، من الحرب في اليمن إلى عزل قطر، وصولا إلى الدفع باتجاه الإصلاح الاقتصادي والسماح للمرأة بالقيادة وإطلاق حملة مكافحة الفساد التي أدت لتوقيف عدد من الأمراء والمسؤولين الكبار.
بوغارت من جانبها ترى أن الأمير الشاب تمكن عبر علاقاته القوية مع كوشنير وتنسيق المواقف بينهما من جعل الإدارة الأمريكية تتبنى وجهة نظره حيال المنطقة ورأيه في القوى التي يجب دعمها وتلك التي يجب الوقوف بوجهها. وتضيف المحللة الأمنية والسياسية أن البيت الأبيض أظهر قوة ثقته بخيارات الأمير محمد بن سلمان من خلال دعم الموقف السعودي تجاه قطر رغم الاعتراضات من وزيري الخارجية، ريكس تيلرسون، والدفاع، جيمس ماتيس.
- إيران
- السعودية
- أسلحة إيران
- الأمير محمد بن سلمان
- الجيش الإيراني
- الحكومة السعودية
- الملك سلمان بن عبدالعزيز
- دونالد ترامب
- رؤية السعودية 2030