کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: من الجيد أن نقول لنتنياهو أن خلاف العرب مع إيران تكتيكي ولكن خلافهم مع إسرائيل استراتيجي

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
صورة لجاريد كوشنر في السعودية بعد منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسام عبد العزيز آل سعود في الرياضCredit: MANDEL NGAN/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

يقول البعض إن فترة وجود الرئيس دونالد ترامب في الحكم هي فترة جيدة لأنها جعلت العرب والإسرائيليين يضعون خلافاتهم جانباً ويتجهون نحو السلام.

محتوى إعلاني

والسلام بين العرب وإسرائيل، كما يعرف الجميع، مرتبط بشكل أساسي بالصراع الفلسطيني -  الإسرائيلي وقضية الأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل وقضايا أخرى بما في ذلك المستوطنين واللاجئين، وقبل كل ذلك بالطبع قضية القدس التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم التي يطالبون بها.

كثير من الرؤساء الأمريكيين وضعوا على عاتقهم مهمة حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الذي زعزع استقرار الشرق الأوسط لفترة طويلة، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك. تحقيق السلام صعب لأن الإسرائيليين لا يقبلون بإعادة بعض المناطق الرئيسية التي يحتلونها إلى لبنان وسوريا، وكذلك الأراضي الأخرى التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وترفض العودة إلى الحدود الدولية التي كانت موجودة قبل تلك الحرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلافات الفلسطينية الداخلية بين بعض الأطراف الرئيسية، وخاصة فتح وحماس، جعل إمكانية التفاوض مع إسرائيل للوصول إلى حل أكثر صعوبة.

ولكن في ضوء المصالحة الأخيرة بين حماس وحركة فتح وإمكانية أن تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على معبر (رفح) الحدودي مع مصر، فإن احتمال بدء مفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين أصبح أكبر.

من ناحية ثانية، يبدي الإسرائيليون رغبة في العمل مع القوى الإقليمية العربية حول القضايا الأمنية وتشكيل جبهة موحدة ضد نفوذ إيران وسياساتها العدائية الإقليمية.

وسائل الإعلام مليئة هذه الأيام بأخبار وتحليلات حول محاولات إسرائيل للتقارب مع بعض الدول العربية، وبشكل خاص الإمارات والسعودية، لكن لم يعلق أي مسؤول عربي حتى الآن على هذه الاقتراحات الإسرائيلية. والسبب بسيط ومباشر، وهو أن الدول العربية لا تستطيع ولا يمكن أن تدخل في مفاوضات علنية مع إسرائيل ما لم يتم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.

أشهر مبادرة عربية في هذا الخصوص جاءت من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ويطلق عليها اسم مبادرة السلام العربية، وتم عرضها على المسؤولين الإسرائيليين عدة مرات. وفقاً لهذه المبادرة، وافقت غالبية الدول العربية عبر الجامعة العربية على الاعتراف بإسرائيل بشكل كامل وتطبيع العلاقات معها شريطة قبول بنود المبادرة العربية، والتي تنص على إعادة الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى حدود ما قبل 4 يونيو 1967 والقبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

من الصعب القول أن محادثات سلام بين العرب وإسرائيل استناداً إلى مبادرة السلام العربية يمكن أن تبدأ في عهد حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة. لكن الرئيس الأمريكي ترامب عيّن مبعوثاً خاصاً لمباحثات السلام –وهو زوج ابنته جاريد كوشنر- وهو يبذل جهوداً كبيرة ويتردد على الشرق الأوسط، وخاصة الرياض وتل أبيب، في محاولة لبدء مفاوضات سلام.

وفي جميع الأحوال، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون ساذجاً إذا اعتقد أنه يستطيع استغلال الخلافات العربية مع إيران في هذه الفترة ويقوم بتطبيع العلاقات مع القادة العرب دون حل القضية الفلسطينية.

إن العالم العربي، مهما وصلت درجة كراهيته للنظام الإيراني بسبب سياساته الإقليمية، يفهم أن هذه الخلافات هي خلافات تكتيكية بين أنظمة وحكومات بالدرجة الأولى، أما الخلاف مع إسرائيل فهو خلاف استراتيجي. لقد دخلت إسرائيل حروباً كبيرة ضد العرب وهم لا يمكن أن ينسوا ذلك، ولذلك لن يستطيع أي زعيم عربي على الإطلاق أن يقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل ما لم يتم أولاً حل جميع القضايا العالقة معها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

نشر
محتوى إعلاني