وكيل الأزهر لـCNN: لسنا مؤسسة سياسية ولا نمالىء السياسيين وما نقوم به من صميم واجبنا
فيينا، النمسا
قال عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، إن الأزهر لن يتوقف عن إبداء مواقفه المتعلقة بالشؤون العامة في مصر وفي المنطقة والعالم، وإن ما يقوم به "ليس تدخلا في السياسة بل من صميم واجباته قوله للظالم بأنه ظالم".
ورأى شومان في تصريحات لـCNN بالعربية في فيينا على هامش مؤتمر حول حوار أتباع الديانات، بأن إطلاق الأزهر لمواقف حول المستجدات المحيطة داخليا وخارجيا مسألة لا تتعلق بالسياسة، لكن بمصير الناس والقول بأن هذا "حق وهذا باطل".
وأكد شومان الذي ألقى كلمة في مؤتمر نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات، أن الأزهر مؤسسة دينية وليست مؤسسة "سياسية"، وقال: "الأزهر لا يحب السياسة ولا المناصب السياسية ولا يترشح لها ولا يتولاها ولا يمالىء السياسيين، كما أنه ليس مؤسسة سياسية لكن الشأن عندما يكون متعلقا بمصير الناس ونقول هذا حق وهذا باطل، هذا لا يكون سياسة وإن كان سياسة فلابأس."
ووجّه شومان رسالة خلال المؤتمر إلى من أسماهم الدول الكبرى في العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، دعاهم فيها إلى "التوقف" عن "تخريب دول المنطقة العربية" أو على الأقل "السكوت" على حد تعبيره.
وأضاف: "هل من المعقول أن يعلن الرئيس الامريكي القدس عاصمة لاسرائيل وأن لا يتدخل الأزهر؟" وفيما يتعلق بهذا القرار، قال وكيل مشيخة الأزهر: "القدس ليست هي فقط قضية المسلمين والعرب، بل سوريا ولبنان والعراق وليبيا." وتابع أن "الدول الكبرى تتحمل مسؤولية ما جرى في كل هذه البلدان، فهي إما مشجعة وداعمة ، فيما يمكن لهذه الدول وقف عجلة التدمير" على حد تعبيره.
وأشار شومان إلى أن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة في المنطقة، من "عداء واعتداء صارخ على القوانين والمواثيق الدولية لا يتناسب مع دولة كبرى، وهي مواقف ينبغي أن تكون رمانة ميزان وداعية للسلام" .
أما عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، فاكتفى شومان بالتعليق قائلا: "مصر بخير وستبقى بخير، في الانتخابات وقبل الانتخابات وبعد الانتخابات."
يذكر أنه كان قد شارك في المؤتمر نحو 250 شخصية قيادية دينية مسيحية وإسلامية، ووقّعت مراجع دينية وثيقة مشتركة لإطلاق منصة دائمة للحوار مع المؤسسات الدينية في العالم العربي. ومن الحضور على مستوى الهيئات الإسلامية العربية، رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي.