محلل أمريكي: روسيا بدلت خطتها بالغوطة وإرسال "النمر" له دلالات

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال الخبير العسكري الأمريكي لدى شبكة CNN، المقدم ريك فرانكونا، إن ما يحصل في المعركة التي تشهدها الغوطة الشرقية لدمشق حاليا يمثل تبدلا تكتيكيا كبيرا يظهر من خلال مشاركة الطائرات الروسية مباشرة في قصف المنطقة، إلى جانب استخدام "قوات النمر" التي يرأسها العميد سهيل الحسن، والذي سبق أن أكد رفضه لخروج أحد من المنطقة المحاصرة.

فرانكونا، الذي كان يتحدث لشبكة CNN حول ما يتردد من معلومات عن تعاون بين سوريا وكوريا الشمالية على صعيد السلاح الكيماوي قال إن الأمر غير مفاجئ له على الإطلاق، فكوريا الشمالية تزود سوريا بالكثير من أنظمة التسلح والتكنولوجيا العسكرية منذ ثلاثة عقود على الأقل بشكل مستمر.

وأضاف فرانكونا: "الكوريون الشماليون معتادون على الالتفاف حول العقوبات ولطالما كانت سوريا من بين أبرز زبائنهم، حتى أنها بنت لهم مفاعلا نوويا دمرته إسرائيل قبل سنوات. الجميع مازال يبحث بمحاولة لمعرفة الطريقة التي من خلالها تهرّب كوريا الشمالية أسلحتها وتواصل تحريك سفنها متجنبة العقوبات الدولية. هم ربما يناولون دعما من الصين وروسيا. الروس يغضون الطرف عن هذا لأنه من مصلحتهم أن تمتلك سوريا هذه التكنولوجيا، وبالتالي لست متفاجئا."

وحول المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية التي تسعى قوات النظام السوري للسيطرة عليها بينما يعيش سكانها ظروفا صعبة بسبب الحصار الطويل والقصف المستمر فقال: "للمرة الأولى في الحرب السورية رأينا طائرات روسية تقصف الغوطة، هذا لم يكن يحدث سابقا، إذ كان القصف يقتصر على الطيران السوري، هذا يمثل تحولا كبيرا في تكتيكات معركة الغوطة."

وأضاف: "في السابق كان السوريون يهاجمون جيوب المعارضة بمفردهم ويتركون لهم دائما طريقا للمغادرة، وهذا ما لا نراه في حالة الغوطة. أعرف أن هناك ممر للمغادرة ولكن ما من أحد يستخدمه وهم لا يسمحون بإجلاء المصابين أو دخول المعونات الدولية، وبالتالي كل ما يقوله الروس غير صحيح وهم سبب المشكلة."

وحذر الخبير العسكري الأمريكي من انغلاق الطرق أمام المعارضة لمغادرة الغوطة وما قد يُدبر للمنطقة قائلا: "الناس في الغوطة يخشون من تكرار سيناريو حلب وتهجيرهم خارج مناطقهم بحيث لا يتمكنون لاحقا من العودة، غير أن المشكلة حاليا تتمثل في تراجع المساحات الخاضعة لسيطرة المعارضة. "

وختم قائلا: "السوريون جلبوا فرقة "قوات النمر" للعمليات الخاصة للمشاركة في العملية، وأنا كنت أستمع لقائد تلك القوات في تصريحاته العلنية التي يخصصها للدعاية لصالح الحكومة السورية، وقد قال إنه لن يدع أحدا يغادر الغوطة، هو بات قائدا كارزميا في سوريا ولديه الكثير من القوة التي منحها له الرئيس بشار الأسد."