کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: عيد النوروز في إيران وتوقعات سنة صعبة على الإيرانيين
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
يستعد الإيرانيون هذه الأيام لاستقبال عيد النوروز، أو عيد رأس السنة الفارسية، في الوقت الذي تبدو فيه سنتهم الجديدة القادمة مليئة بأحداث غير مسبوقة. ومن أهم ما يجعل الإيرانيين هذه الأيام يشعرون بالإحباط والقلق هو الغموض الذي يحيط بمستقبل الاتفاقية النووية التي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغائها في حال عدم تنفيذ شروطه بحلول 12 مايو من هذا العام.
الشروط التي يريد الرئيس ترامب فرضها على إيران تبدو غير قابلة للتفاوض إلى حد ما، فيما قررت الدول الأوروبية اقتراح حزمة من العقوبات ضد إيران لإرضاء الرئيس ترامب لبعض الوقت. لكن ترضية الرئيس ترامب تأتي على حساب التضييق على الإيرانيين وفرض ضغوط اقتصادية صعبة عليهم، في الوقت الذي يعرف فيه كل من الإيرانيين والأوروبيين تماماً أن النظام الإيراني الحالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمكن أن يتفقا في نهاية المطاف.
المسؤولون الإيرانيون قالوا أنهم يستعدون حالياً لمرحلة ما بعد الاتفاقية النووية. لكنهم قد لا يعرفون أن الشعب الإيراني ليس مستعداً لتقديم أي تضحيات جديدة قد يطالبهم بها النظام الإيراني، والتي لا تعتبر تضحيات من أجل البلد بقدر ما هي تضحيات من أجل النظام الحاكم ورجال الدين المتسلطين. في خطبة يوم الجمعة الماضية في مدينة اصفهان، وفي تصرف إبداعي ومؤثر، جلس العمال والمزارعون وظهورهم إلى منبر الخطيب فيما استداروا نحو الاتجاه المعاكس.. كانوا يهتفون بصوت واحد "أديروا ظهوركم إلى العدو ووجوهكم إلى البلد." كان العمال والفلاحون يحتجون على حصتهم من المياه وعلى سياسة الدولة في توزيع المياه للمزارعين.
لا يكاد يمر يوم واحد دون خروج مظاهرات صغيرة أو كبيرة في مكان في إيران يقوم بها عمال لم يحصلوا على أجورهم منذ أشهر أو آخرين فقدوا وظائفهم بسبب إفلاس الشركات التي كانوا يعملون فيها. وفي المدن الإيرانية، هناك تجمعات احتجاجية بشكل مستمر أمام المراكز المالية من قبل المستثمرين الذين فقدوا أموالهم، وهو أمر يكاد يصبح طبيعياً في البلد. هذه البنوك والمؤسسات المالية الخاصة أخذت أموال الناس ووعدتهم بدفع فوائد مرتفعة، ولكن مع انعدام النظم المصرفية السليمة سرعان ما تدهورت أحوال هذه المؤسسات المالية وتعرضت للإفلاس، فيما هرب أصحابها إلى خارج البلاد وأصبح من الصعب إلقاء القبض عليهم بسبب العلاقات التي يرتبطون بها مع القادة السياسيين.
الفساد، وانعدام الشفافية في الأنظمة والقوانين في الجمهورية الإسلامية تسببت بأضرار بالغة. وليس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحده من يعتقد أن الاتفاقية النووية صفقة سيئة، حتى الإيرانيين يعتقدون الآن أن النظام الإيراني لم يعد يستطيع أن يقوم بأي إصلاحات أو تغييرات لتحسين حياة المواطنين وأوضاع البلد.
وبدلاً من أن يقوم المواطنون الإيرانيون بالتسوق استعداداً لاحتفالات رأس السنة الفارسية، يتوجهون إلى مكاتب الصرافة لشراء الدولار الأمريكي أو اليورو الذين أصبحا عملات نادرة هذه الأيام. الناس يتوقعون أياماً صعبة في المستقبل ويعتقدون أن شراء العملات الصعبة يمكن الاعتماد عليها كطريقة للادخار والحفاظ على القيمة الشرائية لأموالهم. الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي تسلط عليه الأضواء حالياً بسبب اعتقال اثنين من أقرب مساعديه، حميد بقائي واسفندیار رحیم مشایی، تساءل في رسالة مفتوحة فيما إذا كانت هذه الضغوط على أقرب مساعديه "لها علاقة مع أحداث مستقبلية قادمة أو مع قدر هذا البلد؟"
أحمدي نجاد لم يقدم تفاصيل عن أي أحداث في المستقبل القريب، ولكن يبدو أن السنة الإيرانية القادمة، سنة 1397، سوف تشهد كشف الكثير من الأسرار ووقوع الكثير من الأحداث غير المسبوقة.