کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: حرية مهدي كروبي في يد ملك الموت.. وكذلك حرية الإيرانيين
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
إذا لم تقمع الجمهورية الإسلامية المتظاهرين بقبضة من فولاذ، فإن المراقبين يعتقدون أن الهدف الرئيسي من هذه الاحتجاجات هو تغيير النظام.
الطريقة التي يرغب فيها الإيرانيون بتغيير النظام ليست شبيهة بالطريقة التي اتبعها العرب خلال الربيع العربي. الإيرانيون تعلموا الكثير من الثورة في 1979 ويفهمون أن البنية التحتية يجب أن لا تتعرض لأي ضرر، كما يجب تقليص الصدامات مع قوى الأمن وعدم السماح للأجانب أو لقوى خارجية بالتدخل بأي شكل من الأشكال.
لم يتغير الكثير في الاقتصاد الإيراني منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية في 8 مايو الماضي، لكن قراره أثّر على الشركات والهيئات الأجنبية وجعلها تتساءل فيما إذا كانت ستستطيع الاستمرار في العمل في السوق الإيرانية أم أن عليها أن تسحب منها لتجنب العقوبات الأمريكية المحتملة.
إيران لا تزال بحاجة إلى عدة أشهر قبل أن تبدأ بالإحساس بألم العقوبات الأمريكية بالرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي إيجاد طريقة للحفاظ على استمرار الاتفاقية النووية أو تقديم حزمة اقتصادية إلى طهران لتشجيع قادتها السياسيين على البقاء في الاتفاقية وعدم الانسحاب منها. ربما يحتاج الأمر إلى ستة اشهر حتى يعيد ترامب النظر في العقوبات المتعلقة بالغاز والنفط، والتي تعتبر أساسية للإيرانيين، وبعد ذلك ربما تبدأ الآثار الحقيقية للانسحاب الأمريكي من الاتفاقية النووية بالظهور للإيرانيين بشكل واضح.
ولكن بما أن قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاقية النووية لم يؤثر بعد على الاقتصاد الإيراني بعد، لماذا تعاني إيران من كل هذه الاضطرابات عند بروز أول فرصة، حتى في الفترة التي كانت فيها الاتفاقية النووية سارية المفعول؟
في رأيي، الأمر ببساطة هو أن الإيرانيين يشعرون بإحباط كبير من النظام الحاكم بغض النظر عن وجود الاتفاقية النووية أو عدم وجودها، والناس لم يعد يستطيعون إخفاء تعبهم وإحباطهم من النظام بشكل عام. من المظاهرة الأخيرة في مدينة كازرون حول خطة محتملة لتقسيم الدولة، والتي أصبحت دموية بعد ايام من الصدامات مع قوى الأمن، نعرف أن الناس ينتظرون أي فرصة للتعبير عن غضبهم مهما كان السبب في ذلك.
بعبارة أخرى، وجد الإيرانيون أنهم عالقون في جمهورية إسلامية لا تقوم بأي إصلاحات داخل النظام ولا تسمح بأي اسلوب ديمقراطي يستطيع من خلاله الشعب الايراني انتخاب قياداتهم ويقوموا بالتغييرات التي يتطلعون إليها بشكل سلمي. ربما يكون الاقتصاد السيء هو الوقود الذي قد يزيد غضب الشعب الإيراني ويعطيهم مزيدا من الحوافز للاحتجاج والتظاهر.
مهدي كروبي، أحد زعماء المعارضة الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ 8 سنوات تقريباً وبلغ 80 سنة من العمر في الأسبوع الماضي، اعترف في رسالة مفتوحة أن الحرية هي في أيدي ملك الموت. ربما لن يتمتع بالحرية إلا إذا مات هو أو تسبب موت شخص آخر بإطلاق سراحه وحريته. ربما كان يعني بشكل غير مباشر أن الشخص الآخر هو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي. أستطيع أن أتفهّم مدى عمق هذا التعبير ويمكن أن أوسعه ليشمل الصورة الكبيرة لأنه يصف ظروف جميع الإيرانيين تقريباً.