کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN عن إيرانية اعتُقلت بسبب فيديوهاتها: في إيران لا يُسمح للمرأة بالرقص
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
اعتقلت الشرطة الأخلاقية لمواقع التواصل الاجتماعي في إيران مجموعة من الفتيات تحت سن الـ25 سنة واتهمتهن بالدعارة وانعدام الأخلاق لأنهن صورن أنفسهن في مقاطع فيديو وهن يرقصن ونشرن مقاطع الفيديو على موقع انستجرام للتواصل الاجتماعي.
في حملة واسعة ضد صاحبات الحسابات على موقع انستجرام، قامت الشرطة باعتقال عدة فتيات وعرضتهن على التلفزيون الرسمي ليعترفن "بجرائمهن وقلة أدبهن".
المشاهدون الإيرانيون شعروا بتعاطف وحزن شديد وهم يرون مشاهد الاعتراف المزعوم، حيث كانت فتاة شابة تبكي وتقول إنها لا تعرف شيئاً عن الاتهامات الموجهة إليها، وبالتحديد الاتهام الخاص بالدعارة. الشابة مائدة هزبري، وهي طالبة في المرحلة الثانوية لا يتعدى عمرها 16 عاماً مما يجعل التحقيق معها وانتزاع الاعتراف منها بهذه الصورة غير قانوني، هي إحدى هذه الفتيات التي شاع صيتها فجأة بين ليلة وضحاها بعد أن عرضت السلطات الإيرانية مشاهد اعترافها القسري المزعوم على التلفزيون الرسمي. مقطع الفيديو الذي صورته في منزلها انتشر في شتى أنحاء العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى التعاطف معها ومع الفتيات الأخريات بعكس رغبة النظام الإيراني. كما قامت السلطات الإيرانية بحجب جميع حسابات الفتيات المتهمات على موقع انستجرام، لكن الفتيات اكتسبن شهرة واسعة في إيران على أنهن الضحايا الجدد للجمهورية الإسلامية، حيث يشعر كثير من أبناء الشعب الإيراني باليأس بسبب الإحباطات السياسية على مدى الشهور الماضية للنظام الإيراني، والذي قرر معاقبة الشباب لإثبات قوته وسيطرته رغم التحديات الدولية التي يواجهها.
ربما لا تهتم حكومات الدول الأخرى إذا قامت مواطنة عادية بنشر مقطع فيديو لنفسها وهي ترقص، على حسابها الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن النظام الديني في إيران ربما يريد أن يزرع الخوف في قلوب الشباب الإيرانيين الذين يشعرون بالغضب بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد جراء فرض الرئيس ترامب عقوبات على إيران وانسحابه من الاتفاقية النووية.
من الصعب إجبار الناس على تنفيذ أوامر رجال الدين في الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي يقوم به الأشخاص المحسوبين على النظام الإيراني بأمور مخالفة لهذه الأوامر ويتمتعون بحياة البذخ والرفاهية المتوفرة في إيران والسفر إلى شتى أنحاء العالم وينفقون ثروة كبيرة في الوقت الذي يعاني معظم الإيرانيين من ظروف الحياة الصعبة.
في بلد ينتشر فيه الفساد وسوء الإدارة بشكل واسع ولا يحاسب فيه الفاسدون، تواجه فتاة عمرها 19 عاما تهماً جنائية لمجرد كونها جميلة وترقص وهي سعيدة رغم الضغوط السياسية والاقتصادية في البلاد.
في دولة أفغانستان المجاورة، والتي تتميز بثقافة مشابهة للثقافة الإيرانية وتشترك معها بنفس اللغة والدين، يسمح للناس بالرقص والغناء والظهور في التلفزيون الرسمي رغم جميع التهديدات التي تمثلها حركة طالبان والجماعات المتطرفة الأخرى. في مرحلة ما بعد طالبان، يضمن الدستور للمواطنين الأفغان التمتع بالديمقراطية وحرية الكلمة والحرية الشخصية وتبذل الحكومة جهودا كبيرة لتطبيق وحماية هذه القيم رغم انتقادات المتشددين.
بعد مرور أربعين سنة تقريباً على الثورة الإيرانية، لا يزال رجال الدين ومؤيدوهم يعتقدون أنهم يستطيعون التأثير على الناس بالعصا والترهيب وتغيير طريقة تفكيرهم ونمط حياتهم رغم أن التجارب أثبتت أن هذا الأسلوب لا ينجح أبداً.
من المضحك أن أحد الأشخاص كتب تغريدة على تويتر باللغة الفارسية قال فيها إنه يأمل أن يأتي اليوم الذي يتم فيه اعتقال جميع المنشدين المتدينين الذين يغنون أناشيد حزينة تنشر الحزن بين الناس وتجعلهم يبكون ومحاكمتهم بتهمة نشر الحزن في إيران على مدى سنوات طويلة.