نقص التمويل ينهي خدمات 509 مساعدي معلم سوري في الزعتري

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
Credit: GettyImages

عمّان، الأردن (CNN)-- لا يجد اللاجئ السوري علي عرفة (29 عاما)، بعد إنهاء خدمته كمساعد معلم في مدارس مخيم الزعتري للاجئين شمال شرق الأردن، سبيلا سوى العودة إلى نقطة الصفر للبحث مجددا عن عمل يساعده وعائلته على المعيشة، بعد استقرار عمل دام لنحو عامين.

محتوى إعلاني

عرفة الذي أبلغته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بقرار إنهاء خدماته، الثلاثاء، ضمن 509 مساعدي معلم يعملون في مدارس المخيم التي تقدر بنحو 32 مدرسة، لجأ إلى مخيم الزعتري في عام 2015، وبقي يتقاضى عن كل يوم عمل 10 دنانير (14 دولارا) ليعيل به عائلته.

محتوى إعلاني

وأرجعت المنظمة مبررات قرارها، لموقع CNN بالعربية، إلى نقص التمويل لبرامجها للعام الحالي، حيث أخطرت العاملين بوظيفة مساعد معلم من اللاجئين السوريين في المخيم قبل بدء العام الدراسي الجديد، منوهة إلى أن فجوة التمويل لدى المنظمة بلغت 43 %.

وأكد القائمون على المنظمة، استمرار تقديم خدمات التعليم للمستفيدين من طلبة الزعتري البالغ عددهم نحو 20 ألف طالب، في الوقت الذي يعمل في مدارس المخيم ما يزيد عن ألف معلم ومعلمة، يعملون بالتدريس من وزارة التربية والتعليم الأردنية.

وشدد مصدر للموقع على أنه "لا إغلاق لأي مدارس أو توقف للخدمة أو التأثير على نوعيتها".

وقد يبدو حال عرفة الذي يسعى إلى البحث عن فرصة تشغيلية أخرى رغم حصوله على شهادة دبلوم في التربية الرياضية، أفضل من حال زميله الخمسيني محمد الجبر الذي يعيل عائلة من 7 أفراد، ولا يعتقد أن فرصة إيجاد عمل آخر لديه يسيرة عليه.

ويقول جبر الذي كان يعمل مشرفا تربويا في سوريا قبل لجوئه لـCNN بالعربية: "القرار جاء مجحفا ومفاجئا لنا، مع العمل السابق لم تكن احتياجات عائلتي مغطاة، والعمل كان يتوقف خلال فترة الصيف، عائلتي فيها سبعة أفراد من بينهم 4 بنات وولدان أحدهما".

ويضيف: "عملت في هذه الوظيفة لمدة 5 سنوات، لدي أمراض مزمنة ومصاريفنا الشهرية كعائلة بحدها الأدنى وبتقشف تصل إلى 250 دينارا...ولدي ابنة حصلت على دورة إدارة مستشفيات حاولت الحصول على عمل من خلال إحدى المنظمات، لكنهم رفضوا بسبب عملي الذي فقدته الان".

ورغم أن تمويل مشروع تشغيل مساعد معلم للاجئين السوريين هو من موازنة اليونيسيف، فإن نقص التمويل بالعموم ينسحب على برامج دعم اللاجئين على منظمات الأمم المتحدة بما في ذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR، التي حذرت مرارا من مغبة آثار نقص التمويل فيما يخص برامج المساعدات المقدمة للاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم، حيث حصل الأردن فقط على 21% من الدعم اللازم للاحتياجات للعام الحالي.  

ويعتبر تشغيل اللاجئين في وظيفة مساعد معلم ضمن برنامج "النقد مقابل العمل" الذي تشرف عليه مفوضية شؤون اللاجئين، بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في المخيم، وفقا للناطق الاعلامي للمفوضية محمد الحواري.

وفي هذا الشأن قال الحواري، في تصريح لـCNN بالعربية: "لدينا 9 منظمات شريكة تعمل داخل مخيم الزعتري، تشغل اللاجئين معها في مهماتها المختلفة كمساعدي تعليم أو مدربين أو فنيين أو مهندسين، وهناك دائما فرص متجددة للعمل وتبديل فيها".

وأضاف قائلا: "هناك مشروعات تبدأ وينتهي العمل بها كمشروعات الصرف الصحي مثلا، ويمكن الاستفادة من اللاجئين في مشروعات أخرى، وبكل تأكيد البرنامج متواصل بمهام ووظائف مختلفة".

نشر
محتوى إعلاني