کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: هناك حاجة لحسن روحاني في الأحواز أكثر من نيويورك
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
في المدن الصغيرة في إيران، مثل كثير من دول الشرق الأوسط، ليس هناك الكثير من النشاطات والبرامج الترفيهية. ولكن في بعض المدن، مثل المدن القريبة من المناطق الحدودية، هناك نقص حتى في التمويل والميزانية والرعاية من الحكومة المركزية.
أنا أتحدث هنا عن مدن مثل الأحواز وخرمشهر وسيستان وبلوشستان وكردستان، التي ليست سيئة الحظ فقط بسبب موقعها الجغرافي، لكن حتى رجال الدين الذين في السلطة لا يحبونها لأنهم يعتقدون أنها تتآمر مع أعداء النظام.
ولأن الكثيرين من أهالي هذه المدن يعيشون في فقر مدقع، بدون عمل وبدون توفر قروض مهما كانت بسيطة من أجل إقامة أي مشروع تجاري صغير، فإن بعض سكان كردستان وسيستان وبلوشستان يمارسون التهريب لكسب لقمة العيش.
في كردستان، الحرس الثوري لديه مهمة دائمة لملاحقة الناشطين السياسيين المتهمين بالتعامل مع جماعات انفصالية مسلحة. الصدامات بين الأكراد والحكومة المركزية أدت إلى بعض الإضرابات العامة خلال الأعوام القليلة الماضية وفي الفترة الأخيرة، كما حدث قبل أسبوعين فقط عندما تم إعدام 3 شبان أكراد بتهم ارتكاب جرائم قتل.
في سيستان وبلوشستان، أكثر المناطق فقراً في إيران، لا يزال كثير من الطلاب بدون صفوف مدرسية ونسبة مهربي ومتعاطي المخدرات هي الأعلى في البلد. بدون تعليم حقيقي وبدون فرص عمل، يعيش هؤلاء الناس في فقر مدقع وأحياناً يتحالفون مع عصابات من دول أخرى، مثل باكستان وأفغانستان.
في خوزستان، جنوب إيران، رغم مرور 30 عاماً على الحرب العراقية-الإيرانية، لم يتم إعمار المناطق هناك والناس يتذمرون من نسبة البطالة المرتفعة ونقص مياه الشرب النظيفة والكهرباء. الناس الأكثر معاناة خلال السنوات الثمانية من الحرب العراقية – الإيرانية، والذين فقدوا أبناءهم وأحبابهم بسبب الحرب، عليهم أن يتحملوا معاناة الهواء الملوث المشبع بالغبار بالإضافة إلى اضطرارهم لاستخدام المياه الملوثة.
عبدان والأحواز، اللتان كانتا تعتبران المدينتين الأكثر جمالاً في إيران وأفضل مقصد للسياحة الإقليمية، لم يبق فيهما الآن سوى أكوام القمامة والغبار ونهر كارون الذي يصدر روائح بشعة بسبب عدم تنظيف قعره منذ فترة الحرب مع العراق وحتى الآن.
يضاف إلى كل هذا القيود الدينية المفروضة على السكان الذي ينتمون إلى المذهب السني في هذه المناطق وعلى المسلمين السنة بشكل عام في شتى أنحاء البلد.
أردت أن أصل من خلال هذه المقدمة إلى الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة الأحواز خلال عرض عسكري في ذكرى بداية الحرب الإيرانية مع العراق.
الهجوم الإرهابي لم يستهدف العسكريين فقط، بل المدنيين الذين كانوا يتابعون الاستعراض العسكري أيضا. إحدى الضحايا كانت طفلة لم تتجاوز الأربع سنوات من العمر، بالإضافة إلى مقتل 24 عسكريا وجرح حوالي 70 شخصا، بعضهم من المدنيين أيضاً.
كان مشهد الهجوم الإرهابي بشعاً ومداناً بالطبع ويجب أن لا يحدث في أي مكان في العالم.
من بين الذين أعلنوا عن مسؤوليتهم عن الهجوم الإرهابي، هناك جماعة من الانفصاليين الأحوازيين. ومنذ حدوث ذلك الهجوم، أتساءل، كإيرانية، إلى أي حد يصل أي مواطن إيراني حتى يحمل السلاح ضد ابناء بلده أو حتى يفكر في الانفصال عن الوطن الأم أو يتحول إلى الفكر المتطرف؟ ولماذا تقوم قوى خارجية بتجنيد مثل هؤلاء الناس حسبما تدّعي طهران؟
بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين، على النظام الإيراني أن يفتح عينيه ويرى ظروف المواطنين الإيرانيين الذين يعيشون في تلك المناطق وحالة الظلم والفقر والبؤس التي يعانون منها.
الرئيس الإيراني حسن روحاني موجود في نيويورك حالياً لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولكن بدلاً من القدوم إلى نيويورك في محاولة لحشد التأييد ضد عقوبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان عليه أن يذهب إلى الأحواز لمواساة الإيرانيين الخائفين هناك ومعالجة قضاياهم.
المشكلة هي أن أبناء الشعب الإيراني يجب أن يكونوا هم الأهم، وليس الدخول في مغامرات إقليمية ودولية.