کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: العراق بين خيارين.. إيران أو أمريكا

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: ATTA KENARE/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

قام الرئيس العراقي المنتخب الجديد برهم صالح مؤخراً بزيارته الرسمية الأولى إلى طهران. الجمهورية الإسلامية لعبت دوراً رئيسياً كحليف للعراق خلال السنوات الأخيرة، خاصة في مواجهتها لتنظيم داعش الإرهابي، حيث يؤكد البلدان أهمية إيران كأول دولة استجابت لنداء العراق عندما هاجم تنظيم داعش العراق في 2014.

محتوى إعلاني

ولكن في الحقيقة، إلى جانب دعمها للعراق في مواجهة التنظيم الإرهابي، قامت إيران بتأسيس مليشيا شيعية أطلق عليها اسم "الحشد الشعبي"، وهي شبيهة إلى حد ما بتنظيم حزب الله الذي أسسته إيران في الجمهورية اللبنانية منذ سنوات طويلة.

ولا تقتصر حساسية الدول الإقليمية على نشاطات إيران في المنطقة والدعم الذي تقدمه للجماعات المسلحة فقط، بل أن هذه المليشيات الخاصة تعتبر مصدراً للانقسام والكراهية في المجتمعات التي لديها تاريخ في الصراع الطائفي.

من لبنان إلى العراق وسوريا، والآن اليمن، دعمت إيران مليشيات يعتبرها الكثير من السكان المحليين مجموعات من المرتزقة، وهي مليشيات لا يثق بها السكان ويرونها مصدراً من مصادر الانقسام.

ولذلك فإن تفكيك هذه المليشيات التي استثمرت فيها طهران كثيراً ووفرت لها تدريبا جيدا يعتبر خسارة لإيران. وهكذا، بالرغم من المصاعب التي يواجهها المسؤولون الإيرانيون لتمويل مشاريعهم الإقليمية بسبب العقوبات الأمريكية، فقد حرصت إيران على استمرار وجود هذه المليشيات الهامة بالنسبة لها.

وقد طلبت وزارة الخارجية العراقية من السفارة الأمريكية في بغداد احترام سيادتها بعد أن دعت السفارة الأمريكية إيران إلى حل مليشيا الحشد الشعبي.

ربما يواجه الرئيس العراقي الجديد خيارين صعبين: إما أن يطور علاقاته مع الولايات المتحدة ويعتمد على مواردها المالية لإعادة البناء وتدريب وتحديث الجيش العراقي، أو أن يحافظ على صداقته مع الجارة إيران ويغامر بالعزلة عن العالم العربي وتخلي الولايات المتحدة عنه.

ربما كان اختيار الرئيس برهم صالح زيارة الأردن ومن ثم الإمارات العربية المتحدة وبعد ذلك طهران يقصد إلى إيصال رسالة للإيرانيين بأنه يريد مواصلة علاقات أفضل مع الدول العربية خلال فترة رئاسته.

المرشد الأعلى في إيران، آية الله خامنئي، طلب من الرئيس العراقي صراحة أن يحافظ على "الحشد الشعبي"، ولكن احتراماً لسيادة العراق وخيارات شعبها، ليس من حق إيران وحكامها اختيار ما هو الأفضل لهذا البلد العربي الجار.

إن النظر إلى الحرس الثوري الإيراني الذي يعمل بشكل منفصل عن الجيش الوطني الإيراني وينفذ عمليات حتى خارج الحدود الإيرانية، وكذلك إلى ممارسات حزب الله في لبنان أيضًا، يعطي مثالاً واضحاً لما يمكن أن يكون عليه مستقبل الحشد الشعبي.

 إيران، لا تتساوى شعبية الحرس الثوري الإيراني مع الاحترام الوطني للجيش، لأن هذه القوة العسكرية الكبيرة تعمل تحت شعارات دينية ولديها مهمة ثورية تسببت في الكثير من المشاكل للإيرانيين، كما أن عمليات الحرس الثوري السرية ضد المدنيين تعتبر تدخلاً آخر في الشؤون الداخلية للبلد.

اليوم يمكن القول أن تفكيك الحرس الثوري في إيران صعب جداً، إذا لم يكن ذلك مستحيلاً، وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله في لبنان.

يخشى العراقيون اليوم من أن يصبح "الحشد الشعبي" جناحًا آخر للجمهورية الإسلامية لتسخير هذا البلد في تحقيق طموحات إيران الإقليمية والدخول في الصراعات على الطريقة التي تستخدم فيها إيران حزب الله.

ربما كان دمج "الحشد الشعبي" في الجيش العراقي هو أفضل إجراء ممكن من اجل الاستفادة من مهارات هذه المليشيا الشيعية وتقدير تضحياتها بطريقة محترمة.

إذا كان رجال الدين الإيرانيين لا يحبون ذلك، فهذا سيئ بالنسبة لهم، ولكنه جيد للشعب الإيراني.   

نشر
محتوى إعلاني