بومبيو يضاعف دعم أمريكا للسعودية: لا دليل مباشر على تورط محمد بن سلمان بقتل خاشقجي
واشنطن (CNN)-- ضاعف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، السبت، من دعم بلاده للسعودية، وامتنع عن التعليق على تقييم لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) بأن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، متورط في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وفي مقابلة حصرية مع CNN على هامش قمة مجموعة العشرين، أشار بومبيو مرة أخرى إلى عدم وجود أدلة مباشرة تربط بين الأمير محمد بن سلمان وقتل خاشقجي.
وقال بومبيو: "لقد قرأت كل المعلومات الاستخبارية الموجودة في حوزة حكومة الولايات المتحدة"، مضيفا: "وعندما يتم ذلك، عندما تنتهي من هذا التحليل، لا يوجد دليل مباشر يربطه بقتل جمال خاشقجي. هذا بيان دقيق، إنه بيان مهم ، وهو تصريح نعلنه اليوم".
وعندما سئل عما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية لديها ثقة عالية في تورط ولي العهد السعودي، قال بومبيو لشبكة CNN: "لا يمكنني التعليق على المسائل الاستخباراتية".
وتأتي تعليقات بومبيو مع تقرير جديد يورد تفاصيل بعض عمليات الاعتراض التي أقامت عليها وكالة المخابرات المركزية تقييمها. فقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن تقييم وكالة الاستخبارات يتضمن اتصالات إلكترونية أرسلها ولي العهد السعودي إلى مستشار مقرب أشرف على الفريق المكون من 15 رجلاً الذي قتل خاشقجي.
وقد أرسل ولي العهد 11 رسالة إلكترونية إلى المستشار بالديوان الملكي السعودي، الذي أعفي من منصبه، سعود القحطاني، في الساعات التي كانت قبل وبعد مقتل خاشقجي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نقلاً عن مقتطفات من تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي كانت قد استعرضتها.
يقول تقييم وكالة المخابرات المركزية إن محتوى الرسائل بين الأمير محمد بن سلمان والقحطاني غير معروف، ولا يحدد الشكل الذي أرسلت به الرسائل، بحسب الصحيفة.
ويشير التقييم أيضًا إلى أن الأمير محمد بن سلمان رأى في أغسطس/ آب 2017 أنه إذا لم تنجح محاولاته لإقناع خاشقجي بالعودة إلى بلاده، "فبإمكاننا إغرائه خارج المملكة العربية السعودية واتخاذ الترتيبات"، فيما اعتبرته الصحيفة "ينذر" بـ"العملية السعودية ضد خاشقجي".
وقالت الصحيفة إنه من غير الواضح من المقتطفات ما إذا كان الاقتباس مباشرة من الأمير محمد بن سلمان أو شخص آخر يصف ملاحظاته.
وجاء في التقرير أن وكالة المخابرات المركزية في تقييمها لديها "ثقة متوسطة إلى عالية" بأن ولي العهد السعودي "استهدف شخصيا" خاشقجي و"ربما امر بقتله".
ووفقا للتقرير، فإنه "لكي نكون واضحين، فإننا نفتقر إلى التقارير المباشرة عن ولي العهد الذي أصدر أمرًا بالقتل". وقال التقييم، بحسب الصحيفة: "إننا نقدر أنه من المستبعد للغاية أن يقوم فريق المشغلين هذا بالعمل دون تفويض محمد بن سلمان".
وتم نشر تقييم وكالة المخابرات المركزية لأول مرة من قبل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وذلك في الشهر الماضي، وخلص إلى أن الأمير محمد بن سلمان كان قد أمر شخصيا بقتل خاشقجي.
وقالت مصادر لـCNN إن وكالة المخابرات الأمريكية استندت في تقييمها على معلومات المخابرات المتاحة. بينما تواصل الحكومة السعودية إنكار أي تورط لولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي.
وقال مسؤول سعودي للصحيفة إن "صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال يتواصل بانتظام مع عدد من كبار المسؤولين في الديوان الملكي حول المسائل المختلفة". ولفت إلى أنه "لم يتقابل صاحب السمو الملكي في أي وقت من الأوقات مع أي مسؤولين سعوديين في أي كيان حكومي لإيذاء جمال خاشقجي، وهو مواطن سعودي. وما زلنا نرفض بشكل قاطع أي اتهامات تقوم على التكهنات".
وامتنع متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على الصحيفة. وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة، الجمعة، إن البيت الأبيض لا يعلق على مسائل المخابرات.
واستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبيت الأبيض في القول إنه لا يوجد خاتمة نهائية وأن وكالات الاستخبارات الأمريكية "تواصل تقييم كل المعلومات".
وقال ترامب في بيان قبل نحو أسبوعين بعد تلقيه إحاطة بشأن تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "من الممكن أن يكون ولي العهد على دراية بهذا الحدث المأساوي - ربما كان يفعل وربما لم يفعل".
وتسبب مقتل خاشقجي، الذي عمل في صحيفة "واشنطن بوست"، في حدوث مشكلة في السياسة الخارجية لإدارة ترامب ولفت الانتباه إلى علاقات عمل ترامب مع البلد والعلاقة بين الأمير محمد بن سلمان وزوج ابنته وكبير المستشارين. جاريد كوشنر.
وفرضت إدارة ترامب عقوبات على 17 سعوديا بسبب أدوارهم في قتل خاشقجي. واتهمت الحكومة السعودية 11 شخصاً بالتورط في مقتل الصحفي.
وعندما سئل، السبت، عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل نفس مستوى التعاون الاستراتيجي مع السعودية، قال بومبيو إن بلاده تعمل مع الرياض في أفغانستان وكذلك ضد إيران.
وقال بومبيو: "إنهم دعم كبير لنا" و"إنها علاقة لطالما كانت سائدة طوال سبعين عاماً عبر الإدارات الجمهورية والديمقراطية على السواء، وما زالت علاقة مهمة. إننا نهدف إلى الحفاظ على تلك العلاقة مع المملكة العربية السعودية".