الجعفري يستشهد بمقتل خاشقجي بشأن مشروع قرار سعودي حول حالة حقوق الإنسان في سوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استشهد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الإثنين، في معرض رده على مشروع قرار أممي للرياض بشأن حالة حقوق الإنسان في دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) كلمات الجعفري الذي شدد على أن "سوريا تعتبر التصويت لمصلحة مشروع القرار الذي قدمه النظام السعودي إلى الجمعية العامة حول حالة حقوق الإنسان فيها عملاً عدائياً موجهاً ضدها".
واعتبر أن "تصويت كيان الاحتلال الإسرائيلي عليه بالموافقة يفضح طبيعة وهوية المشروع ويؤكد التحالف السعودي الإسرائيلي"، مضيفا أن "النظام السعودي لا يملك الأهلية القانونية ولا الأخلاقية لتقديم مثل هذا المشروع"، وفقا لما جاء في الاجتماع الخامس والخمسين للجنة الثالثة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعلن أن "سوريا تعارض تسييس بند حالة حقوق الإنسان ولجوء بعض الوفود الدائمة إلى طرح مشروعات قرارات تستهدف دولاً أعضاء بعينها ولأسباب سياسية بحتة، ولاسيما في ظل حقيقة أن مضمون مشروع القرار غير متوازن ويستهدف تشويه الحقائق وتشويه صورة الحكومة السورية ومؤسساتها الشرعية، وبما يعكس موقف النظام السعودي وسياساته الهدامة تجاه سوريا والتي تقوم على الاستثمار السياسي والعسكري في الإرهاب الوهابي المتطرف من أجل نشر الفوضى وعرقلة العملية السياسية والتدخل في مسارها بشكل سلبي في خرق لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي أكدت أن هذه العملية السياسية يقوم بها السوريون وحدهم دون أي تدخلٍ خارجي"، حسب تعبيره.
ويرى الجعفري أن "النظام السعودي المقدم الرئيسي للمشروع لا يملك الأهلية القانونية ولا الأخلاقية لتقديم مثل هذا المشروع وبات ملحاً على الدول الأعضاء أن تتفكر ملياً بالحالة المزرية اليوم حيث تقدم السعودية وهي أخطر وأعنف ديكتاتورية دينية في العالم مشروعات قراراتٍ عن حقوق الإنسان في سوريا"، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن "العائلة التي تحكم السعودية بحد السيف وسطوة الدين تريد اليوم أن تستخدم فائض أموال النفط في فرض الضغط السياسي والاستقطاب المالي على الأمم المتحدة لتدفعها في طريقٍ سيؤدي إلى انهيار المبادئ وقواعد العمل الراسخة وزعزعة الثقة بمصداقية وجدية وتوازن المنظمة الدولية"، حسب قوله.
كما اعتبر أن "الوفد الدائم للسعودية كان وسيبقى مجرد واجهة وأداة في يد من دعم ويدعم الإرهاب في سوريا"، مضيفا أن "ممثلي النظام السعودي يريدون من أعضاء الجمعية العامة أن يكونوا شركاء وشهود زور على مشروع قرار يطالب بإجراءاتٍ وتقاليد راسخة في سوريا منذ عقود بل منذ قرون، وهي إجراء انتخاباتٍ ودستور وبرلمان ومنح دور للمرأة وحماية الصحفيين وضمان حرية الصحافة هذا في الوقت الذي لم تعرف فيه السعودية منذ نشوئها برلماناً ولا دستوراً ولا انتخابات بل عرفت قمع المواطنين واضطهاد النساء والأقليات الدينية والعرقية والعمال الأجانب إلى أن عرفت مؤخراً استخدام مقارها الدبلوماسية في قتل وتقطيع جثة صحفيٍ سعودي عارض العائلة الحاكمة"، حسب قوله.
وقال الجعفري إن "تمرير مشروع القرار السعودي سيشكل ترسيخاً لسابقةٍ خطيرة سيتم استغلالها ضد أي بلد عضو"، مشيرا إلى أنه "من المثير للسخرية أن تشارك عدد من الدول في تقديم مشروع القرار وهي منخرطة في التحالف الدولي غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة الذي ارتكب أبشع الجرائم وانتهك حقوق الإنسان في سوريا"، حسب تعبيره.
وشدد على أن "سوريا تعتبر التصويت لمصلحة مشروع القرار عملاً عدائياً موجهاً ضدها، وهي لن تتوانى عن ممارسة حقوقها السيادية الوطنية واتخاذ الإجراءات تجاه مقدمي مشروع القرار والمصوتين لمصلحته؛ وبما يضمن عزل هؤلاء عن أي مساهمة أو دور في العملية السياسية التي يقوم بها السوريون وحدهم وإقصاءهم أيضاً عن أي مشاركة في جهود إعادة البناء والإعمار".
واختتم الجعفري: "أهنئء السعودية والدول العربية الأخرى التي تبنت مشروع القرار بانضمام إسرائيل إليهم ضمن قائمة متبني مشروع القرار؛ وهو أمر يؤكد طبيعة ما ترنو إليه السعودية من وراء مشروع قرارها فالتحالف السعودي الإسرائيلي يفضح طبيعة وهوية مشروع القرار هذا"، حسب تعبيره.