كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: ترامب سيغادر سوريا حتى تحل إسرائيل مشكلتها مع الإيرانيين بشكل علني
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
أكد نتنياهو بشكل علني مباشرة الضربات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في سوريا. هذه اعترافات غير اعتيادية من قبل مسؤولين إسرائيليين لأنه لم يحدث في كثير من الأحيان في السنوات القليلة الماضية تأكيد أو إنكار أي هجوم.
نتنياهو قال في اجتماع وزاري في 13 يناير: "خلال الساعات الـ36 الأخيرة، هاجمت القوات الجوية المستودعات الإيرانية التي تحتوي على أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي".
وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية قد أفادت بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت عدة صواريخ باتجاه دمشق في 11 يناير/كانون ثاني، لكنها لم تذكر أي شيء عن الأهداف وما إذا كانت هناك أية إصابات.
إن منطقتنا تتخذ مسارًا مختلفًا كجزء من الإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى الحد من مسألة وجود الميليشيا الإيرانية في المنطقة لأنها تعتقد أن أيا من مبادرات السلام في الشرق الأوسط، لا سيما خطة السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، لا يمكن أن تتحقق ما دام الإيرانيون يتدخلون ويملكون وجودا عسكريا ويدعمون الحروب بالوكالة.
منذ الإعلان عن أن القوات الأمريكية ستغادر سوريا، خلق الخبر تخوفاً لدى حلفاء الولايات المتحدة بأنها قد تغير سياستها وأن غياب الجنود الأمريكيين قد يدفع الإيرانيين لاستغلال الفرصة وتطوير تدخلاتهم في المنطقة.
لكن يبدو أن مغادرة الأمريكيين سوريا جاءت لم يكن لترك المجال للإيرانيين، وإنما لكي يقوم الإسرائيليون بحل مشاكلهم مع الإيرانيين بدعم الروس وصمت بشار الأسد.
لا تستطيع إيران الرد على إسرائيل من سوريا أو لبنان لأنها يعرف أن الإسرائيليين سيضربون الأسد بقوة، وأنهم قد يجرون الولايات المتحدة إلى مواجهات كبيرة جداً.
الخيارات الإيرانية في غياب الأميركيين ستكون قريباً إما البقاء ومواجهة الذل بسبب الهجمات الإسرائيلية أو المغادرة، وإلا لن يساهم أحد في بناء سوريا كما يريد الأسد.
مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، صرح من القاهرة أن "الدول تتحالف لمواجهة أجندة الثورة الإيرانية كما لم يحدث من قبل: خفض استيراد النفط الإيراني إلى الصفر، وإحباط التهرب من العقوبات، ومكافحة الإرهاب في أوروبا، وعزل النظام المصرفي الفاسد في إيران. العالم يلاحظ النطاق الكامل لتهديد إيران".
من المثير للاهتمام أن الأمريكيين لن يغادروا سوريا ويتركوا الأمور معلقة هناك، لكن "الولايات المتحدة ستعمل على طرد كل القوات الإيرانية من سوريا"، حسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي.
سيشعر الأمريكيون بالارتياح بعد مغادرة الإيرانيين لسوريا، لأن بشار الأسد بحاجة إلى الدول العربية الغنية لإعادة بناء بلاده، وهذا يصب في مصلحة الولايات المتحدة بالتأكيد، ولا يمكن أن يحدث ذلك ما دام الإيرانيون لديهم قواعد عسكرية ووجود عسكري في سوريا.
من أجل إعادة إعمار سوريا وتطبيع علاقة بلاده مع دول العالم، يحتاج الرئيس السوري بشار الأسد إلى تقديم تنازلات بخصوص علاقته مع إيران من أجل البقاء في السلطة وبناء دولته، ويبدو كذلك واضحًا للإيرانيين أيضاً.
مع هذه الضغوط الإضافية على إيران والتصريحات العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الهجوم الأخير على أهداف إيرانية في سوريا، لن يكون بإمكان الأسد الاستمرار في الترحيب ببقاء أنصاره من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ومن الواضح أنه، من أجل بقائه ومن أجل إعادة بناء وطنه، من الأفضل له أن يطلب منهم المغادرة وتركه مع حلفائه الروس وجيرانه.
إذا نجا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العواصف والتحديات السياسية القوية التي يواجهها في الولايات المتحدة، فإنه لن يدع الإيرانيين ينجون من استراتيجيته العاصفة.