رأي.. کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: لبنان تعرّض لخدعة من إيران وأضاع فرصة القمة
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي كان من المفترض أن تعزز اقتصاد لبنان المكسور بحضور 7 من رؤساء الدول، فجأة خيبت كل الحماس والآمال التي كان اللبنانيون يعلقونها عليها.
كان لبنان يريد أن يستخدم الاجتماع الاقتصادي العربي لتحقيق مكاسب درامية سياسية كبيرة، ربما بتأثير من مؤيدي النظام السوري، وخاصة حزب الله الذي تدعمه إيران.
قبل يومين فقط من انعقاد القمة، حثّ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الجمعة، الجامعة العربية على إعادة عضوية سوريا، واصفاً إبقاء سوريا خارج المنتدى العربي بأنه "عار تاريخي"، كما اعتبر أن القمة تشكل فرصة جيدة لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد إلى محيطه العربي.
رد فعل الزعماء العرب الآخرين على هذا الموقف اللبناني تمثل في رفض مشاركتهم في القمة، وكان ذلك في رأيي احتجاجاً ضد رغبة إيران في التأثير على تجمع عربي لصالح بشار الأسد وتخريب أجندة الاجتماع التي من المفترض أن تناقش القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
كانت النتائج لا تقل عن إضاعة فرصة ثمينة بالنسبة للبنانيين الذين يتعرض اقتصادهم لضغوط هائلة منذ أن قامت السعودية بمقاطعته اقتصاديا ومنع مواطنيها الأثرياء من السفر إلى لبنان بسبب مخاوف أمنية.
في بلد لا يزال عاجزاً عن تشكيل حكومة رغم مرور عدة أشهر على الانتخابات، قد يشكل الأمن تحديًا كبيرًا لا سيما في إطار استضافة قمة عربية يحضرها سبعة من رؤساء الدول.
لكن في نهاية المطاف، لم يحضر القمة سوى حاكمان عربيان: أمير قطر ورئيس موريتانيا، فيما أرسلت البلدان الأخرى وفودا على المستوى الوزاري.
إن وجود خطة لتغيير أجندة القمة في اللحظة الأخيرة ربما كان أحد الأسباب التي دفعت الزعماء العرب إلى الاحتجاج وتجنب الذهاب إلى لبنان. السبب الثاني ربما يكون وجود مخاوف أمنية أيضاً.
المشهد السياسي يشير إلى أن الدول العربية تعمل على الإعداد لعودة الأسد إلى جامعة الدول العربية في اجتماعها الرسمي القادم منتصف أبريل.
لكن التخطيط لمناقشة هذا الأمر في لبنان، وبتدبير من قبل مؤيدي النظام الإيراني، لم يعجب الزعماء العرب الآخرين الذين لم يرغبوا في إعطاء أي تأييد لمؤيدي النظام الإيراني، بل كان من المفترض أن تناقش هذه القمة فقط الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية، وليس قضية إعادة بناء سوريا ولا العلاقات مع الأسد.
وفيما عدا ذلك، فإن الدول العربية تستعد على ما يبدو للتطبيع مع الأسد، وقد بدأت بذلك بالفعل من خلال إعادة فتح سفارتي الإمارات والبحرين في دمشق مؤخراً.
حاكم قطر يحضر القمة لأهداف مختلفة وربما لإظهار أن بلده ليس معزولاً. لكن الجميع في المنطقة يعرفون جيدا أن حكومة قطر هي من الداعمين الرئيسيين للمتمردين السوريين الذين حاولوا منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011 الإطاحة بالأسد.
لبنان هو الملعب الذي تقام عليه مباريات الدوري الإيراني والسعودي، ولا يبدو سهلاً على قطر أن تلعب فيه.