رأي.. كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: لا مكان لطهران في عربة الاتحاد الأوروبي المالية
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
أوروبا مستعدة لإظهار حسن نيتها منذ أن غادرت الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع طهران في مايو الماضي، ومنذ أن وعدت بإطلاق قناة مالية لمساعدة إيران على مواجهة عقوبات ترامب.
هذه الخطة اشتهرت باسم أو نظام "عربة الأغراض الخاصة" ويتم حمايتها من المخاطر المالية للشركة الأم. تم إنشاء هذا الكيان القانوني لتسهيل صفقة تجارية محدودة لإقناع إيران بالبقاء ملتزمة بالاتفاق النووي وفي الوقت نفسه إفهام الرئيس دونالد ترامب أن مصالح الاتحاد الأوروبي قد لا تتطابق مع مصالح الولايات المتحدة بشكل كامل.
أخيراً، وبعد شهور من المناقشات والملاحقات وحتى التهديدات بأن الجمهورية الإسلامية قد تنسحب من الصفقة إذا لم يتم تشغيل هذا النظام في وقت قريب، قامت بعض دول الاتحاد الأوروبي (المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا) يوم الخميس 31 يناير بتشغيل محرك تلك "العربة".
لكن هذه العربة كانت محبطة للآمال لأنها لم تكن فيها مساحة كافية تتيح المجال لتلبية مطالب آيات الله في إيران، ولم يعد اسمها "عربة الأغراض الخاصة" التي تتمكن من تلبية الوعود السابقة، حيث أصبحت الآن بالفعل اسمًا جديدًا هو "أداة دعم التبادلات التجارية" ويطلق عليها باختصار اسم (إنستيكس).
يختلف هذا النظام الجديد عن السابق، وهو يمثل آلية جديدة تركز بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية مثل تجارة الغذاء والدواء.
المتشددون في إيران بدأوا بالفعل يقولون إن هذه القناة الجديدة تعتبر عاراً واعتداء على الكرامة والمعنويات العامة في إيران وطلبوا رفضها.
وفي واقع الأمر فإن هذه القناة الجديدة ليست أكثر من وعود مبطنة، إذ تشير بداية بيان (إنستيكس) بوضوح إلى حقيقة أن هذه الاتفاقية تقتصر على الطب والغذاء دون الإشارة بأي شكل إلى أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لاستيراد النفط من إيران (كما وعدت هذه الدول من قبل، وهو مطلب مهم لطهران).
وستكون جميع المعاملات التجارية التي ترغب هذه الدول في القيام بها مع إيران تجارة قانونية (يعني أنها تضم السلع غير المشمولة بالعقوبات). وحتى التجارة الإنسانية يجب أن تكون شفافة وفي إطار القانون الدولي الذي يشير بشكل غير مباشر إلى الحاجة إلى موافقة مجموعة العمل المالي في البرلمان الإيراني.
بالنسبة لملايين الإيرانيين الذين يعانون من الصعوبات الاقتصادية ويكافحون بشكل يومي لتأمين لقمة العيش لأسرهم، فإن هذه القناة الاقتصادية، سواء كان اسمها "عربة الأغراض الخاصة" أو "أداة دعم التبادلات التجارية"، ليست مهمة على الإطلاق.
قضى ملايين الإيرانيين الأسبوع الماضي ساعات في برد الشتاء القارس ينتظرون في الطابور لشراء لحم البقر المستورد المجمد الذي كان يقتصر على 2 كغ لكل أسرة، فهذه الطريقة التي يعامل بها النظام مواطنيه بسبب طموحاته الثورية هي اعتداء حقيقي على معنوياتهم وكرامتهم.
كانت الصفقة النووية تمثل وعداً لملايين الإيرانيين بأن علاقات بلدهم ستصبح طبيعية مع باقي دول العالم قريباً، ويأن أبناء الشعب الإيراني سيتمكنون أخيرا من العيش بشكل طبيعي، وأنهم لن يضطروا لمواجهة مشكلة أخرى للحصول على مساعدات إنسانية طارئة.
لا أحد يلوم الاتحاد الأوروبي لأنه لم يكن قادراً على مساعدة الإيرانيين. لكن السؤال في الواقع هو: لماذا لم يستطع أصدقاء ملالي طهران المقربين في روسيا والصين أن يفعلوا شيئاً لمساعدة إيران على مواجهة عقوبات ترامب؟