البرادعي يحذر من "الجهل" و"الغباء" في محاولة تغيير الدستور المصري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذر الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المصري السابق، الثلاثاء، من محاولة تغيير الدستور دون توافق، وذلك وسط الجدل الذي تشهده مصر بعد تقديم أعضاء في البرلمان مقترحات لتعديل الدستور، يعتبرها معارضون أنها تمنح فرصة للرئيس عبدالفتاح السيسي للبقاء في الحكم وتعزز سلطته.
وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر، تساءل البرادعي مستنكرا: "هل نحن من الجهل ألا نفهم أن الدستور هو عقد توافقي بين كافة الأطراف وليس عقد إذعان يفرضه طرف على آخر؟ هل لم ندرك بعد أن صراع الدساتير منذ ٢٠١١ كان جزءا أساسياً من نكبتنا؟ هل نحن من الغباء ألا نفهم من تجاربنا المريرة أن دستور غير توافقي عادة ما يعجل برحيل صاحبه ويرحل معه؟".
ومن أبرز التعديلات المقترحة تمديد فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات، وإضافة مادة انتقالية تسمح للرئيس الحالي بالترشح مجددا رغم أن الدستور الحالي يسمح بفترتين رئاسيتين فقط، وفقا لنواب برلمانيون معارضون للتعديلات.
ويرى معارضو التعديلات المقترحة أنها تمنح السيسي فرصة للبقاء في السلطة حتى عام 2034، إذ تنتهي ولايته الثانية في 2022، وإذا أُقرت التعديلات سيكون لديه فرصة للبقاء لولايتين جديدتين مدة كل منهما 6 سنوات. كما يرى المعارضون أن التعديلات المقترحة تعزز سلطة الرئاسة على القضاء وتمنح صلاحيات أوسع للجيش على الحياة المدنية في مصر.
وكان البرادعي انتقد أيضا محاولات تغيير الدستور خلال اليومين الماضيين، إذ قال عبر حسابه على تويتر: "ثار المصريون ضد نظام (أنا ربكم الأعلى) الذي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات تناقض أي نظام ديمقراطي ويبقى في الحكم إلى أبد الآبدين. تعديل الدستور في هذا الاتجاه إهانة لشعب قام بثورة لينتزع حريته وعودة سافرة إلى ما قبل يناير. لا نتعلم أبداً وفي كل مرة ندفع ثمناً باهظاً يُرجعنا للوراء!".
وفي تغريدة أخرى قال البرادعي: " إذا كان الهدف هو خلق نظام حكم مسخ، حتى من ناحية الشكل، يقوم على أن (الجميع من أجل واحد) و(الجيش فوق الجميع) فلماذا الإصرار على التمسك بأهداب (دولة القانون) التي واريناها التراب! لماذا لا نعلنها صراحة أن السلطوية منهجنا والقمع أسلوبنا؟ نضحك على أنفسنا والكل يضحك علينا".
كما دعا البرادعي القوى السياسية إلى نبذ الخلافات واتخاذ موقف موحد تجاه التصويت على التعديلات الدستورية، قائلا: "على الرغم من أنه لا يمكن الوقوف أمام (الإرادة الشعبية)، المأزق هو كيفية التغلب على محاولات تغييبها وكيفية التعبير عنها في مناخ الترهيب وغلق المجال العام. البداية هي العقلانية ونبذ الخلافات وتوحيد الصف. في محاولة تعديل الدستور مثلاً الاتفاق على المشاركة بكثافة أو المقاطعة التامة".