من 1932 إلى اليوم.. ما سر العلاقة القوية بين السعودية وأمريكا؟
(CNN)-- المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هما حليفان غير متوقعين. فإحداها أوتوقراطية والأخرى ديمقراطية. هناك الكثير من الاختلافات بينهما لكنهما يتشاركان في أن كل واحدة منهما تملك ما تحتاجه الأخرى، فالمملكة تملك النفط، وأمريكا تملك السلاح. ولفهم علاقتهما المتبادلة يجب أن نعود إلى كيفية بدايتها.
المملكة كما نعرفها أسست في عام 1932 من قبل الملك عبدالعزيز. بعدها بسنوات اكتشف النفط، وجاءت الشركات الأمريكية بعد شعورها بوجود فرصة.
أندرياس كريغ/ أستاذ مساعد - كلية كينجز في لندن: كانت علاقة تستند على شركة ستاندرد أويل، باسم الحكومة الأمريكية، في محاولة للبحث عن وصول إلى موارد نفطية.
هذه الصورة تظهر اللحظة التي تبلورت فيها العلاقة. هذا مؤسس السعودية، الملك عبدالعزيز، وهو يقابل الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن سفينة يو إس إس كوينسي بقناة السويس في عام 1945.
أندرياس كريغ/ أستاذ مساعد - كلية كينجز في لندن: أمريكا كانت تريد الحصول على وصول آمن إلى موارد النفط وفي نفس الوقت كانت ستقدم للسعودية وصولاً إلى أسلحة وبالطبع توفير الحماية.
مع مرور السنوات، ازدادت متانة العلاقة. إذ أسست ستاندرد أويل شركة أرامكو، الشركة العربية الأمريكية للنفط، والتي تحكمت بكل بئر نفط وبرميل في البلاد. ومع تدفق النفط إلى الولايات المتحدة، فإن الأسلحة الأمريكية تدفقت إلى المملكة. بين عامي 1950 و2017، اشترت المملكة ما تتجاوز قيمته 100 مليار دولار من الولايات المتحدة، ليجعل المملكة أكبر زبائن البلاد.
علاقة قوية جداً لدرجة أنه عندما يكون الطرفان في جانبين مختلفين من قضية ما، فإن الأسلحة تستمر في التدفق. على سبيل المثال، في عام 1973 ومع بداية حرب أكتوبر، شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئاً ضد إسرائيل. وردت الولايات المتحدة داعمة إسرائيل، الأمر الذي عارضته السعودية. المملكة وحلفاؤها في أوبك ردواً بوضع حظر على النفط، ليخفضوا الإنتاج وليأثروا بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي. لكن لم يكن هناك انخفاض في مبيعات الأسلحة.
بيتر ويزيمان/ معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: إذا نظرنا إلى الأرقام الفعلية لإمدادات الأسلحة إلى السعودية من أمريكا فنحن نرى أنه في ذلك الوقت كان هناك ازدياد كبير في هذه الإمدادات، الأمر الذي استمر عبر العقود. وقد يكون هذا على علاقة جزئياً بحقيقة أنه كان هناك لحظة ما ارتفعت فيها أسعار النفط بسرعة.
حتى في 11 سبتمبر عام 2001، حين كان هناك 15 سعودياً من بين المهاجمين الـ19، فإن الأمر تسبب بالقليل في زعزعة علاقة الأسلحة مع المملكة، والتي نفت بدورها أي دور لها في الهجمات.
بيتر ويزيمان/ معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: حول عام 2005، كان هناك انخفاض في شحنات الأسلحة الولايات المتحدة إلى السعودية. لكن لا أتوقع أن ذلك كان له علاقة بالضرورة مع هجمات 11 سبتمبر، وإنما كان له علاقة أكثر بأن السعودية لم تكن في أفضل حالاتها المالية في ذلك الوقت، وأنها خزنت عددا كبيرة من الأسلحة المتقدمة.
في عام 2017، كانت أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، حيث وقع اتفاقية أسلحة يُقال إنها تساوي 110 مليارات دولار.
بيتر ويزيمان/ معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: لفترة طويلة، لم تستخدم السعودية معداتها كثيراً، لكن ذلك بدأ بالتغير في 2015. نحن نرى التدخل العسكري على نطاق كامل من قبل السعودية في اليمن.
النزاع في اليمن أصبح أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع مقتل الآلاف من الأشخاص. كما أن النزاع يرى على أنه حرب بالوكالة بين إيران والمملكة، مع دعم للحوثيين من قبل إيران ودعم للقوات الموالية للحكومة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
لقد تغير العالم كثيراً منذ بدء العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، فاستيراد النفط من المملكة إلى الولايات المتحدة بنسبة 47% منذ أعلى نسبة له في عام 1991. ومنذ الاتفاق الأول الذي حدث في 1932، حكم 7 ملوك السعودية مقابل 14 رئيساً في الولايات المتحدة. وفي خلال ذلك كله، فإن العلاقة بين هذين البلدين بقيت غير قابلة للكسر.