کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: شهر رمضان لن يكون وقتاً ممتعاً للإيرانيين
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
تقوم إدارة ترامب بتمديد الإعفاءات التي تسمح للدول الموقعة على اتفاق إيران النووي (روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة وألمانيا) بالمشاركة في مشاريع نووية مدنية مع طهران، لكنها تشدد الشروط في محاولة لزيادة الضغط على النظام الإيراني.
هذا الجدول الزمني للإعفاءات ليس جديداً، حيث تم الاتفاق عليه في عهد الرئيس أوباما، ويتعين على الرئيس الأمريكي في كل 6 أشهر أن يعيد دراسة الحقائق التي تبين فيما إذا كانت إيران قد بقيت ملتزمة بالتزاماتها بشأن برنامجها النووي أم لا قبل التوقيع على الإعفاءات.
الآن يهدف ترامب إلى زيادة الضغط على طهران من خلال إجراء تغييرات على هذا الاتفاق ولكن مع الاحتفاظ به لفترة قصيرة أخرى.
هذا العام، فقدت العملة المحلية الإيرانية نسبة ضخمة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي وزاد التضخم بشكل كبير. أسعار السلع تتصاعد إلى درجة لا يمكن لعائلة من الطبقة المتوسطة أن تحافظ على مستواها المعيشي إلا بصعوبة كبيرة، فيما يعاني الفقراء والمحتاجون من حالة معيشية مزرية.
بعد العقوبات الاقتصادية، لم يمدد ترامب إعفاءات استيراد النفط (في الأول من مايو) لإيصال إيرادات النظام من تصدير النفط إلى الصفر.
وفقاً للخبراء، فإن من الصعب أو المستحيل أن تصل مستويات تصدير النفط الإيراني إلى الصفر، لكن بالتأكيد فإن تخفيض الصادرات سيكون له تأثير كبير على خطة الميزانية السنوية للحكومة.
لكن العقوبات التي فرضها ترامب تضع قوات الحرس الثوري الإيراني تحت طائلة العقوبات الإرهابية أيضاً. الجيش الإيراني الوطني تم تقويضه على مدى سنوات عديدة منذ الثورة الإسلامية بسبب ولائه للنظام السابق، الشاه محمد رضا بهلوي، وبسبب ولائه للأمة وللشعب بدلاً من الولاء للمرشد الأعلى والإسلام.
لقد كان الحرس الثوري الإيراني، خلال 40 عاماً من عمر الثورة، بمثابة القوات المسلحة الموثوقة من قبل النظام، وهو يتمتع بالكثير من الامتيازات ويتصرف وفقاً لما تتطلبه مصالح واحتياجات النظام، بما في ذلك إخضاع الناس بالقوة وسحق المظاهرات واعتقال واستجواب أعضاء المعارضة، وكذلك العمل في خارج إيران ومساعدة الميليشيات الشيعية الأخرى، وبالطبع حراسة الثورة. كل هذه الأمور من وظائف هذه القوات.
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن يؤكد لحكومة طهران أنهم لن يتمكنوا من انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020 للوصول إلى قرار حاسم بعد الانتخابات. الرئيس الأمريكي حريص على الوصول إلى حل لهذه القضية مع حكام إيران بأية طريقة كانت: المحادثات أو القوة!
عندما يدخل ترامب في حملته الانتخابية الرئاسية، يريد أن يُظهر لجمهوره أنه حقق كل ما وعد به قبل 4 أعوام، بما في ذلك تغيير سلوك إيران الإقليمي المزعج وإبرام صفقة جديدة مع طهران.
الآن الأمر متروك لطهران حيث يبدو ترامب صادقاً ومصراً على رأيه بغض النظر عن تبعات ذلك.
إجراء محادثات مع طهران مهمة شاقة لترامب، لكن القبول بالمحادثات مع ترامب أصعب على حكام طهران بعد أن أظهروا الكثير من المقاومة والخداع.
لن يكون شهر رمضان هذا وقتاً ممتعًا للإيرانيين كما هو الحال بوجود نقص كبير في السلع وارتفاع أسعارها لدرجة لا تطاق بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران. الشعب الإيراني لن يكون مرتاحاً بما فيه الكفاية ليركز على الأمور الروحية. كل ما يستطيعون فعله هو ترقب تطورات الأمور والدعاء.