کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN عن المنطق الإيراني وراء التوتر الإقليمي في المنطقة

نشر
4 دقائق قراءة

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، رئيسة تحرير الإندبندنت الفارسية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

أصدر مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي في قطر (سنتكوم) بيانا أكد فيه أن الإيرانيين حاولوا إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار في مياه بحر عمان، لكن العملية كانت غير ناجحة. كما قال البيان إن هجومًا آخر نفذه الحوثيون في اليمن نجحوا فيه في إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار.

محتوى إعلاني

كلا الخبرين مثيران للاهتمام والدهشة، حيث قالت (سنتكوم) قبل ذلك إن ناقلتي نفط تعرضتا للهجوم في بحر عمان، وإن الإيرانيين أطلقوا النار باتجاه طائرة أمريكية من طراز MQ-9 لمنعها من "مراقبة هجوم الحرس الثوري."

المفاجأة الأخرى هي تنامي قدرات ميليشيات الحوثي الصاروخية في اليمن، والتي تمكنت من إسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار، كما تمكنت من مهاجمة مطار أبها في جنوب غرب السعودية ومن إلحاق الضرر أيضاً بوحدتي ضخ نفط أرامكو.

أزعج التوتر في منطقة الخليج العالم. وقد حذّر مسؤولون وقادة عالميون كبار، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وبابا الكنيسة الكاثوليكية فرانسيس، وغيرهم، من احتمال نشوب حرب وطالبوا بضبط النفس من كلا الطرفين. وقف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مع الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة وقال: "أريد أن أطلب من الإخوة الإيرانيين تغيير المسار".

ويرى المجتمع الدولي الآن أن إيران تشكل مصدراً لانعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة، فيما يرى أنصار الجمهورية الإسلامية أن منطق سلوك إيران يتعلق بزيادة العقوبات الاقتصادية الأمريكية وسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران.

إن هذا المنطق غريب إلى حد كبير وقد تسبب في زيادة التوتر وتصاعد احتمالات حدوث مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة، وإذا كان الهدف من هذا المنطق استخدامه كورقة من قبل الإيرانيين في المفاوضات المستقبلية مع الولايات المتحدة والغرب، فقد يكون له آثار عكسية.

معاهدة عدم الاعتداء مع دول المنطقة، التي يعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من دعاتها الرئيسيين، لم ترحب بها دول المنطقة لأن النوايا الحسنة لإيران مشكوك فيها. من ناحية، يتحدثون عن الحاجة إلى الحوار مع دول المنطقة، وفي الوقت نفسه يهاجم الحوثيون مطار أبها!

لا تفرق بلدان أخرى في المنطقة بين الجماعات المتطرفة والمعتدلة والإصلاحيين ولا يعتقدون أن سياسة آية الله مختلفة عن السياسة التي يتبعها الحرس الثوري الإيراني.

ادعاءات الحرب في اليمن، بما في ذلك المجاعة والكوليرا والإصابات في صفوف المدنيين، والتي لا تزال موضع جدل وانتقاد من منظمات حقوق الإنسان، تجعل من الصعب على السعودية الاستمرار في الحرب. ولكن من ناحية أخرى، فإن ترك الحوثيين وحدهم وعدم التعامل مع خطرهم سيحولهم قريباً إلى حزب الله آخر على الحدود مع المملكة، وهم أمر غير مقبول إطلاقاً.

أعتقد أن دول المنطقة تريد أن تكون جزءاً من أي محادثات مستقبلية ومن أي اتفاقية يمكن أن تتوصل إليها الولايات المتحدة وإيران. لكن هذه الدول تريد أن تشمل أي صفقة أمريكية جديدة مع إيران القضايا الإقليمية والسلوك التدخلي لإيران.

إن العالم كله يطالب إيران بتغيير مسارها الحالي.

نشر
محتوى إعلاني