رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن وعد ترامب ووعيده لطهران

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Alex Wong/Getty Images

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأميركية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

وكأن مقولة الرد "في المكان والزمان المناسبين" لم تكف الساخرين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين معشر "ستاند-آب كوميدي" في أميركا وأوروبا، حتى يطلق قبيل مغادرته البيت الأبيض إلى كامب ديفيد (في عطلة نهاية الإسبوع) وعدا بجعل إيران عظيمة مجددا إن تراجعت عن سعيها لامتلاك سلاح نووي.

محتوى إعلاني

أكاد أجزم في وقت حار فيه اللبيب في فهم مرامي ترامب إزاء إيران والخليج، أن الكوميدي الأميركي الإيراني ماز جبراني لن يوفر ترامب من تعليقاته الساخرة على إسقاط شعاره الانتخابي على أزمة كادت تقدح شرارة حرب عالمية ثالثة وليس مجرد منازلة إن وقعت -لا قدر الله- ستكون "جدة المعارك" لا أمها فقط كما سماها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد احتلاله المتهور لدولة الكويت.

ولعل من المفارقات أن جبراني واثنين من رفاقه الكوميديين الأميركيين: أحدهما من أصل مصري (أحمد أحمد) والآخر فلسطيني (هارون قادر)، أطلقوا على مسرحهم الجوال اسم "محور الشر" تندرا على مقولة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش (الابن) الذي أقحم اسم كوريا الشمالية بين إيران والعراق لدفع شبهة شيطنة الدول الإسلامية ووصمها بالإرهاب بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. 

وبين الجد والهزل، لا يجوز بأي حال عدم التقاط إشارة ترامب هذه. فالرئيس الأميركي الذي ألغى الضربة الانتقامية العسكرية ردا على إسقاط إيران لأغلى وأخطر طائرة مسيرة للتجسس والاستطلاع في العالم، لم يكتف بإلغاء الضربة بكل ما أثارت عليه من ردود فعل منددة وساخرة، وإنما أشاد بعدم إسقاط إيران لطائرة مأهولة بالعسكريين الأميركيين كانت على مقربة من "الصقر العالمي" طائرة (غلوبال هوك) المسيرة. إشادة ترامب هذه كان واضحة مباشرة لا لبس فيها. وقد أتبع ترامب هذا الإطراء غير المسبوق على القيادة الإيرانية (وهذه المرة في جانبها العسكري العملاني لا السياسي الدبلوماسي فقط)، أتبعه بوعد صداقته كرئيس بجعل إيران دولة ثرية تعود كما كانت عظيمة شريطة تخليها عن امتلاك سلاح نووي. 

بصرف النظر عمن يقف وراء مناوشات مياه الخليج الساخنة فيما يخص الناقلات و"الدرون" وحروب الوكالة في العراق وسورية واليمن ولبنان، جاء الوعد الأميركي هذه المرة مقرونا بوعيد مزدوج: تشديد العقوبات الخانقة من جهة، وإبقاء خيار استخدام القوة في متناول اليد إن لم يكن على الطاولة. 

فهل تلتقط "هيئة مصلحة تشخيص النظام" في طهران وصاحب ولاية الفقيه عرض المفاوض النبيه؟ هل تجرب إيران ما بعد الشاه والخميني والخامنئي تصدير الثروة بدلا من الثورة؟ هل تبدد أحلام الرغبة في تحقيق مصالح مشتركة أوهام الردع المتبادل عبر استنزاف لا قبل لتحمله من هدر الثروات المادية والبشرية في بلاد الشاهبندر والعم سام؟ الأمل معقود على نباهة الفقيه ف"المؤمن كيّس فطن" ولا "يلدغ من الجحر مرتين". حتما لن يسمح حكماء إيران والخليج بتكرار حرب الخميني – صدام، ولا صدام حسين–البوشين! 

نشر
محتوى إعلاني