ترامب "يتخلى" عن الأكراد للأتراك.. وينسحب من شمال سوريا بعد اتصال أردوغان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلن البيت الأبيض أن القوات الأمريكية سوف تنسحب من شمال سوريا مع تأهب تركيا لشن عملية عسكرية هناك، وذلك بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن "ترامب تحدث مع أردوغان عبر الهاتف، وتركيا سوف تنفذ قريبا عمليتها التي خططت لها منذ مدة طويلة في شمال سوريا"، وأضاف البيان أن "القوات الأمريكية لن تدعم أو تشارك في تلك العملية، ولن تتواجد في تلك المنطقة التي هزمت داعش فيها".
وأفاد بيان البيت الأبيض بأن "الولايات المتحدة ضغطت على فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، والتي جاء منها العديد من مقاتلي داعش الذين تم أسرهم، لاستعادتهم، لكنهم لم يريدوهم ورفضوا. لن تحتجزهم الولايات المتحدة لما قد يكون سنوات عديدة وتكلفة باهظة لدافعي الضرائب الأمريكيين". وأضاف أن "تركيا ستكون مسؤولة عن جميع مقاتلي داعش في المنطقة التي تم السيطرة عليها خلال العامين الماضيين مع هزيمة داعش".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، السبت، أنه أصدر توجيهات بإطلاق عملية عسكرية ضد من وصفهم بـ"الإرهابيين" في شرق الفرات شمالي سوريا، في إشارة إلى المسلحين الأكراد الذين تصنفهم بلاده كـ"إرهابيين"، بينما كانت الولايات المتحدة تدعمهم وتتعاون معهم في محاربة تنظيم "داعش".
وجاء قرار ترامب بالسماح لأردوغان بتنفيذ هذه العملية وسحب القوات الأمريكية من تلك المنطقة مخالفا لجهود مسؤولين أمريكيين كبار حاولوا ثني تركيا عن تلك العملية. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد إعلان أردوغان عن العملية: "لقد أوضحنا جيدا أن هذا الصراع لا يجب عسكرته".
كما أكد شين روبرتسون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن "أي عملية عسكرية من قبل تركيا دون تنسيق ستكون مصدر قلق كبير وستقوض مصالحنا المشتركة في تأمين شمال شرق سوريا وهزيمة تنظيم داعش".
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إنه أكد، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي خلوصي أكار، الخميس الماضي، على أهمية العمل على آلية أمنية فعالة في شمال سوريا، مضيفا: "لقد أكدت له على الحاجة لإنجاح هذه الآلية ووافق على ذلك".
ويعود ذلك الخلاف بين ترامب وكبار مسؤولية إلى مدة طويلة، إذ استقال وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، متهما ترامب بأنه "يتخلى عن الحلفاء الأكراد الذين كانوا عنصرا أساسيا في المعركة التي قادتها الولايات المتحدة ضد داعش".