قوات تركية تغلق طريقا رئيسيا شمال سوريا.. وتمنع الوصول لقاعدة أمريكية
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) قطعت قوات تركية ومقاتلون سوريون موالون لأنقرة، الأحد، الطريق الرئيسي بين غرب وشرق المناطق الكردية في شمال سوريا، وعزلت مدينة كوباني، حيث مكان تمركز القوات الأمريكية.
وشاهد مراسلو CNN ناقلات جند عسكرية تركية مُتوقفة على جانب طريق الأوتوستراد المعروف باسم طريق الـM4، في المنطقة ما بين بلدتي تل تمر وعين عيسى.
وقال مسؤول أمريكي لـCNN إن هذه الخطوة سبقها قيام مُتمردين سوريين تدعمهم تركيا بإغلاق طريق الأوتوستراد في بلدة عين عيسى عبر تدشين نقطة تفتيش.
ولم يتفقد مراسلو CNN نقاط التفتيش، لكنهم سمعوا إطلاقا للنار على الطريق، ما تسبب في فرار مدنيين أكراد نتيجة إصابتهم بالذعر.
وقال أحدهم: "الله يلعن أمريكا"، مضيفًا "ماذا فعلت لنا؟"، حيث يخشون هؤلاء من المتمردين السوريين، لا سيما أن بعضهم غاضبون من تجاهل القوات الأمريكية، التي انسحبت من نقاط تمركزها بجانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك بقرار من الرئيس دونالد ترامب.
وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عملية "نبع السلام" التي بدأت في 9 أكتوبر/تشرين الأول، هدفها إقامة منطقة آمنة لمليوني لاجىء سوري في شمال سوريا بعد عودتهم من تركيا، وذلك بعد "تطهير" المنطقة من "الإرهابيين"، في إشارة إلى الفصائل المسلحة الكردية.
إلا أن وصول القوات التركية إلى طريق M4، المعروف أيضًا باسم الطريق الدولي، إلى أن طموحات أنقرة أوسع بكثير مما ذكرته في البداية.
وكانت الدورية التركية على بعد حوالي 30 ميلًا داخل الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد السوريون، فضلا عن وجود نقاط تفتيش أخرى للقوات السورية الموالية لها في مناطق كان لا يُعتقد أن لدى الأتراك طموحات بشأنها.
تقطع هذه الخطوة أيضًا الطريق السريع الرئيسي - وربما الطريق الوحيد - إلى كوباني ، حيث تتمركز القوات الأمريكية.
كما شاهدت CNN لحظة مغادرة 4 مركبات ضمن دورية أمريكية عين عيسى، وذلك قبل دقائق من تحليق طائرة تركية فوق البلدة التي تعد نقطة تمركز رئيسية لقوات سوريا الديمقراطية، ثم حلقت طائرتان مروحيتان من طراز "أباتشي" فوق البلدة لمدة 15 دقيقة.
ويشكل سقوط الطريق السريع في يد الأتراك أزمة استراتيجية للأكراد، كونه يقطع طريق الوصول المتبقي بين مدنهم الرئيسية في غرب المناطق الكردية شمال سوريا.
كما يؤدي ذلك إلى عزل مدينة كوباني، التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية كمجال جوي، حيث تتواجد فيها نقاط مراقبة تابعة للقوات الأمريكية.
ويوضح الاجتياح التركي الأولي توغل القوات التركية في المناطق الكردية لنحو 10 أميال زائدة عن الـ 18 ميلا التي خططت أنقرة السيطرة عليها بشكل مبدئي.
يأتي هذا في وقت تواجه قوات سوريا الديمقراطية عقبات شديدة على جبهات أخرى، خاصة في مدينة رأس العين المُحاصرة.
وكانت "قسد" واصلت قتالها يوم السبت، بعد ساعات من زعم المسؤولين الأتراك أنهم سيطروا على المدينة.
وقال مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية الديمقراطية في بلدة تل تمر لـ CNN إن هناك حوالي 400 من مقاتلي "قسد" داخل المدينة، ويحاصرهم المتمردون السوريون الذين تدعمهم تركيا.