السيستاني: الجهات المعنية بالعراق "عجزت" عن حفظ الدماء.. وتسويف مطالب الشعب "ثمنه باهظ"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال المرجع الشيعي الأعلى بالعراق، علي السيستاني، إن الجهات المعنية أظهرت "عجزًا واضحًا" في حفظ الحقوق وحقن الدماء على مدار شهري الاحتجاجات الأخيرين، مُحذرًا من أن "التسويف والمماطلة سيكلف البلاد ثمناً باهظاً، وسيندم عليه الجميع".
وأوضح السيستاني، في بيان للمرجعية خلال خطبة الجمعة، إنه "بالنظر إلى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين بما يحفظ الحقوق ويحقن الدماء، فإن مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء ابنائه".
وشدد السيستاني على مجلس النواب العمل على تفادي انزلاق العراق إلى دوامة العنف والفوضى والخراب، داعيًا إياه إلى الإسراع في إقرار حزمة تشريعات انتخابية "مرضية للشعب تمهيدًا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر نتائجها بصدق عن إرادة الشعب العراقي".
كما أعرب السيستاني عن أسفه للصدامات الأخيرة بين قوى الأمن والمتظاهرين في عدد من المدن، لا سيما الناصرية والنجف، مؤكدًا "حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح".
في حين دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق "المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين أيًا كانوا"، مُعتبرًا أن "الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار إلى الاقتتال الداخلي، ومن ثَمّ إعادة البلد إلى عصر الدكتاتورية المقيتة"، حسب قوله.
وذكر السيستاني أن "المرجعية الدينية ستبقى سنداً للشعب العراقي الكريم، وليس لها إلا النصح والإرشاد إلى ما ترى أنه في مصلحة الشعب، ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي أنه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه".