كلمة أمير قطر بالقمة الإسلامية.. من نظريات مؤامرة لتفسير الفشل إلى التعصب والحكم الرشيد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تناول أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، عددا من المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية، الخميس، في الكلمة التي ألقاها بالقمة الإسلامية التي تستضيفها العاصمة الماليزية، كوالالمبور.
وفيما يلي نستعرض لكم أبرز المواضيع التي تطرق لها الشيخ تميم بن حمد، وفقا لنص الكلمة التي ألقاها ونشرتها وكالة الأنباء الماليزية:
- نظريات المؤامرة لتفسير الفشل:
لا يمكننا الاستسلام لصعوبات بنيوية أو لما يُعَم أنه معوِّقات ثقافية قائمة في دولنا ومجتمعاتنا. كما أن اللجوء لنظريات المؤامرة لتفسير الفشل في أي من المجالات أعلاه هو أيضاً نوع من الاستسلام. وهذا لا يعني أنه لا توجد مؤامرات وتدخلات خارجية. ولكن استخدامها لتبرير الإخفاق والخيارات الخاطئة هو تعبير عن كسل فكري وعجز سياسي، كما أن العوامل الخارجية السلبية، التي تسمى مؤامرات أحياناً، غالباً ما تصبح فاعلة ومؤثرة في ظروف داخلية ومواتية .
الحكم الرشيد:
تثبت دول تعيش فيها أغلبية مسلمة بالتجربة والممارسات، أنه لا تناقض بين الثقافة الإسلامية والتنمية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان، وأنها كبقية الحضارات الكبرى، يمكن أن تكون حاضنة لأنظمة حكم متنورة ورشيدة، مثلما تبرّر أنظمة أخرى التخلف والاستبداد والدوس على حقوق الإنسان بالثقافة الإسلامية لشعوبها، وإن كان مثل هذا التبرير بحد ذاته يتعارض مع روح الحضارة الإسلامية.
التنمية والسيادة الوطنية:
ونحن إذ نجتمع هنا لبحث العلاقة بين التنمية والسيادة، نؤكد على أن التنمية الوطنية، خاصة تلك التي تأخذ التنمية البشرية بالاعتبار، غير ممكنة من دون سيادة وطنية في دول مالكة لقرارها. ومن ناحية أخرى، يكاد يستحيل الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلالية القرار في ظروف من التخلف والتبعية الاقتصاديين. ولهذا فإن التنمية ركن أساسي من أركان الاستقلال والسيادة الوطنية.
التعصب:
إن التعصب العنيف الذي يحاول البعض أن يلصقه بدين وثقافةٍ معيّنة هو كما يُظهر تسلسل الأحداث في العصر الحديث مشكلة عاليّة لم يبتل بها مجتمع دون آخر أو ثقافة دون أخرى، وإِنّما هو آفةٌ قد تصيب الجميع، ويغذيها التعصب الديني، وكذلك الأيديولوجي غير الديني، واليأس والإحباط وظروف الجهل والفقر والبطالة. ولهذا فإنّ مواجهتها البعيدة المدى يجب أن تتضمن معالجة جذورها.
استناد الحلول على العدالة:
العدالة من أهم شروط الاستقرار في مناطق الصراع، فلا تدوم تسويات وحلول على المدى البعيد إذا لم تكن قائمة على العدل والإنصاف. وهذا ما لا تفهمه في كثير من الحالات الدول التي تحاول أن تفرض تسويات للنزاعات وفق موازين القوى القائمة، وليس بموجب مبادئ العدل. ولذلك فإن انحيازنا للقضايا العادلة لا ينطلق فقط من المبادئ الأخلاقيّة في السياسة الدوليّة، وإِنّما أيضًا من المصلحة المشتركة بالاستقرار.
أسباب عدم الاستقرار بالمنطقة:
أحد أهم مصادر عدم الاستقرار في منطقتنا هو تحييد الشرعيّة الدوليّة وتهميشها، ومحاولة إملاء إرادة الاحتلال بالقوة في فلسطين، حيث تتواصل سياسات الضم والاستيطان بما في ذلك تهويد القدس. وهي السياسات التي تصفّي الطابع العربي للمدينة، وتستفز مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان.
إننا نعاني من ازدواجية المعايير في أكثر من قضيّة وثمّة ازدواجية معايير حتى في التعامل مع حقوق الإنسان، وصراع المحاور عالمياً يجعل البعض يتبنى مجرمي الحرب. ممن ارتكبوا جرائم ضد شعوبهم، بوصفهم حلفاء، فيما يحاربهم البعض الآخر. وقد تتبدل المواقف حسب تبدل المواقع والمصالح.
كما يسود الكيل بمكيالين في حالة مليشيات مسلحة ترتكب أعمالاً إرهابيّة. فالبعض ينسى بلاغته الكلامية ضد الإرهاب والإرهابيين حين يتبنى ميليشيات مسلحة تعمل خارج القانون المحلي والدولي، وترتكب جرائم ضد المدنيين.
حل القضايا العالقة:
نحن ندعو لاعتماد أساليب التفاوض والحوار في حل القضايا العالقة، ونرفض استخدام أساليب القوة والحصار والتجويع وإملاء الرأي. ويتطلب اعتماد هذا الأسلوب حدًا أدنى من الإجماع على منح صلاحية أوسع للمؤسسات الدوليّة التي لا يسود فيها حق الفيتو لهذه الدولة أو تلك.