انطلاق مناورات ثلاثية لإيران وروسيا والصين في خليج عُمان وسط توتر مُستمر بين طهران وواشنطن
هونج كونج (CNN) – بداية من اليوم، تُجري الصين وروسيا وإيران مناورات عسكرية مشتركة لمدة أربعة أيام في خليج عُمان، تزامنًا مع توتر مُستمر بين طهران وواشنطن في هذه المنطقة المُهمة اقتصاديًا.
وكان خليج عُمان نقطة محورية للتوترات الجيوسياسية في 2019، بعد هجوم مجهول على ناقلتي نفط في هذه المنطقة في يونيو/حزيران الماضي. وحينها، ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في الهجوم، لكن طهران نفت هذه المزاعم، ثم في يوليو/تموز، احتجزت إيران ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو لمدة شهرين.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن مساعد قائد القوات البحرية لشؤون العمليات الأدميرال غلام رضا طحاني، إعلانه انطلاق المناورات صباح الجمعة.
وأشار طحاني إلى أن قطعًا بحرية روسية وصينية رست في مرفأ "الشهيد بهشتي" بميناء جابهار (جنوب شرق إيران) قبل بدء التدريبات، التي تتنوع ما بين عمليات لإنقاذ السفن وتحريرها والرمي على أهداف محددة.
وتبلغ مساحة منطقة المناورات 17 ألف كيلومتر في المحيط الهندي، وتتضمن المضائق المهمة الثلاث، وهي باب المندب ومالاغا وهرمز التي تعد بمثابة المثلث الذهبي بالمنطقة، بحسب طحاني.
ورأى مساعد قائد القوات البحرية الإيرانية أن المناورات "من نتائجها أنه لا يمكن فرض العزلة على إيران، وهو المكسب الأهم لهذه المناورات"، التي "ستستمر خلال الأعوام القادمة".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان يوم الخميس إن التدريب "عسكري طبيعي" بين القوات المسلحة للدول الثلاثة، وتتماشى مع القانون والممارسات الدولية.
وأضاف المُتحدث أن التدريبات ليست مُرتبطة بالضرورة بالوضع الإقليمي، لافتا أن "التدريبات البحرية هدفها تعزيز التبادل والتعاون بين أساطيل الدول الثلاث وإظهار الإرادة والقدرات القوية للأطراف الثلاثة للحفاظ على السلام والأمن البحري العالميين بشكل مشترك، مع بناء مجتمع بحري نشط مع مستقبل مشترك.
وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قال الجنرال بالقوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شيكارشي، إن التدريبات المشتركة مع الصين وروسيا سُتجرى في كل من شمال المحيط الهندي وبحر عمان.
وأضاف شيكارشي: "المحيط الهندي وبحر عمان من طرق التجارة الرئيسية في العالم والعديد من الدول تتنقل في المنطقتين، ومن ثم فإن إقامة الأمن هناك أمر مهم وحيوي".
ويرتبط خليج عُمان بمضيق هرمز الذي يمر عبره حوالي 30٪ من النفط الخام المنقول عن طريق البحر في العالم. وأضاف شيكارشي أن المناورات العسكرية تهدف إلى زيادة القوة والخبرة لضمان الأمن التجاري الدولي في المنطقة.
ومن المرجح أن يُنظر إلى التدريبات المشتركة على أنها استفزازية من جانب واشنطن والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اللذان اقترحا في وقت سابق من هذا العام مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة إلى خليج عمان لحماية المصالح الاقتصادية في المنطقة.
ويوم الخميس، هاجم ترامب إيران وروسيا والحكومة السورية بقيادة بشار الأسد، مُحذرًا الدول الثلاث من قتل "آلاف المدنيين الأبرياء في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)".